مخطط جهنمي للحوثيين يرعب إسرائيل أكثر من الصواريخ والمسيرات

كشفت أشهر صحيفة إسرائيلية، ان ميليشيات الحوثي تقوم بخطوة خطيرة ومخطط جهنمي سيشكل كارثة على إسرائيل، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المخطط أشد خطورة من الصواريخ والمسيرات التي يهاجم بها الحوثيين المدن الإسرائيلية، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم السبت الماضي إن "الحوثيين يتمددون إلى إفريقيا، ويقتربون من إسرائيل"، معتبرة أن "الخطر أكبر مما نراه الآن".
التقرير الذي نشرته الصحيفة، يظهر الميليشيات وكأنها دولة عظمى تستطيع التمدد وبناء القواعد ونشر الأسلحة وجذب المقاتلين والمرتزقة من كل مكان، حيث قامت الصحيفة العبرية بتضخيم الحوثيين وأظهرتهم وكأنهم يستطيعون القيام بما تقوم به أمريكا بنشر أسلحتها الفتاكة وقواعدها العسكرية في مختلف دول العالم، وبالطبع فان الترويج الإعلامي الإسرائيلي صار مفضوح ويعرفه الجميع، وبالتالي فإن الهدف من تقرير الصحيفة الإسرائيلية، هو كسب التعاطف العالمي للوقوف إلى جانبها، وكذلك حرف الأنظار عن مجازرها الوحشية ضد الأطفال والنساء الأبرياء دون رادع من أحد طالما وأمريكا تقف خلفها وتحميها.
هذا هو الأسلوب الذي يتبعه الإعلام الإسرائيلي منذ انشاء هذا الكيان المحتل، فقد سبق تصوير المقاومة الفلسطينية بأنهم مجموعة من الإرهابيين يريدون القضاء عليهم بينما هي ترتكب المجازر المروعة التي هزت الرأي العام العالمي، وأجبرت محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة القبض القهري على رئيس الوزراء "نتنياهو" ووزير دفاعه بعد تصنيفهم مجرمي حرب.
فهذه الدولة المارقة تستغل حتى صواريخ الحوثيين التي أرعبت كل المواطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، لذلك تقوم بتصوير الأمهات وهن يحملن أطفالهن الرضع، وتركز أيضا على صرخات الأطفال وبكائهم من شدة الخوف والهلع كما تقوم بتصوير سيدات كبار السن وهن يتعثرن ويسقطن أرضا اثناء هروبهن إلى الملاجئ ،لتلتقط وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل تلك الصور والمقاطع وتوظفها بطريقة احترافية لتظهر للعالم إن الجيش الإسرائيلي ليس مجموعة من القتلة والسفاحين، وإنما هم يدافعون عن أنفسهم وعن أطفالهم ونسائهم، لكن هذا الأمر لم يعد ينطلي على أحد، فقد بات الجميع يعلمون إن الجيش الإسرائيلي هو مجموعة من القتلة والمجرمين الذين يرتكبون أبشع الجرائم.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه "في السنوات الأخيرة، انتشر الحوثيون، من بين أماكن أخرى، في منطقة القرن الإفريقي، والذي يشمل جيبوتي والصومال (وكذلك أرض الصومال وبونتلاند) وإريتريا وإثيوبيا، وقد أصبحت سيطرتهم على هذه المناطق تدريجيا ذات أهمية، بهدف ترسيخ وجودهم والاقتراب أكثر من إسرائيل. علاوة على ذلك، تتمتع منطقة القرن الإفريقي والسودان بأهمية استراتيجية: فهي المنطقة التي تشكل جزئيا الطرف الآخر لخليج عدن، مقابل اليمن، وجزئيا تمتد على طول شواطئ البحر الأحمر.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه "على سبيل المثال، في الصومال، وسع الحوثيون الشيعة تعاونهم مع منظمة الشباب الإرهابية السنية، التي تعتبر تابعة لتنظيم القاعدة في شرق إفريقيا - وكذلك مع تنظيم داعش. وبحسب تقارير نشرت في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تقارير صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عقدت حركة الشباب اجتماعات في الصومال مع ممثلين عن الحوثيين وطلبت المساعدة بالأسلحة والتدريب، وفي المقابل، تعهدت حركة الشباب بتوسيع أنشطة القراصنة التي تسبب الفوضى في البحر في خليج عدن قبالة سواحل الصومال، وتهاجم السفن التجارية وتعطل حرية الملاحة، وكذلك تعهد عناصر حركة الشباب للحوثيين بتحصيل فدية من السفن المحتجزة".
وقالت الصحيفة في تقريرها إن هذا الأمر ليس فقط في الصومال، وإن أيادي الحوثيين وبمساعدة إيرانية امتدت إلى جيبوتي وأثيوبيا وإريتريا بهدف إغلاق ممرات الشحن في الطريق إلى إسرائيل" كما نسبت الصحيفة إلى "داني سيترينوفيتش" وهو باحث في معهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، القول "إن الحوثيين يبدو أنهم الوكيل الإيراني الذي من المفترض أن يعمل في أفريقيا - وأن يقوم أيضا بتجنيد عناصر أفريقية لإنشاء قدرة نشطة في القارة".
واضاف الخبير والباحث الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" : "من الناحية الاستراتيجية، ينصب التركيز على القرن الأفريقي، لكن الحوثيين هددوا سابقا بمهاجمة إسرائيل في منطقة رأس الرجاء الصالح (في جنوب غرب أفريقيا، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالمحيط الهندي) ووردت تقارير عن رغبتهم في الوجود في شمال أفريقيا أيضا، كما ان لديهم صلة طبيعية بالتاريخ الأفريقي، أكثر بكثير من الإيرانيين، ولذلك فهم رأس الحربة في هذه الخطوة" وأشار إلى ان إسرائيل يجب أن تشعر بقلق بالغ إزاء نية خلق القدرة على العمل في تلك البلدان".