الإثنين 7 أبريل 2025 10:33 مـ 9 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

عبدالملك الحوثي يحاول إنعاش مشروعه الطائفي عبر خطاب متشنج يستهدف عقول الناشئة

الإثنين 7 أبريل 2025 01:54 صـ 9 شوال 1446 هـ
عبدالملك الحوثي
عبدالملك الحوثي

في مشهد يعكس حالة التخبط والانكسار التي تعيشها الميليشيا الحوثية الإرهابية، أطل زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، بخطاب جديد حاول من خلاله تلميع صورته المتآكلة وتبرير أجندته الطائفية تحت غطاء ديني مضلل.

الخطاب الذي جاء متشنجاً ومليئاً بالتناقضات، كشف عن نوايا مدمرة تستهدف الأطفال والناشئة في اليمن عبر ما يسمى "الدورات الصيفية"، التي تُسوّق على أنها فرصة لـ"تعزيز العلاقة بالقرآن"، بينما هي في الواقع بوابات لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم بمفاهيم متطرفة مستوحاة من أيديولوجيات الحرس الثوري الإيراني.

أزمات داخلية ونقص في المقاتلين

الخطاب المثير للجدل لم يكن سوى انعكاس مباشر للأزمة العميقة التي تعاني منها جماعة الحوثي، سواء على مستوى فقدانها للثقة الشعبية أو بسبب الانقسامات المتصاعدة داخل صفوفها. ومع تراجع عدد المقاتلين في الجبهات نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها الميليشيا، اضطر الحوثي إلى اللجوء إلى أدوات جديدة لتغذية آلة الحرب التي تقودها الجماعة.

واستغل القضية الفلسطينية كمدخل عاطفي لتحفيز الجمهور اليمني وتسويق الدورات الصيفية باعتبارها "جهاداً مقدساً"، في حين أن الهدف الحقيقي يتمثل في استقطاب المزيد من الأطفال وتحويلهم إلى أدوات قتالية في خدمة مشروع طائفي مدمّر.

استنساخ خطاب الحرس الثوري الإيراني

اعتمد الحوثي في خطابه الأخير على أساليب شبيهة بتلك التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، حيث حاول تصوير نفسه كضحية يواجه "حرباً ناعمة" غربية تستهدف الشباب اليمني. لكن هذا التصوير لا يعدو كونه محاولة لإخفاء الحقيقة المريرة، وهي أنه هو المسؤول الأول عن تفخيخ عقول الناشئة بمفاهيم متطرفة مستوحاة من ملازم شقيقه حسين الحوثي، والتي تدعو إلى الكراهية والعنف والطائفية.

وفي الوقت نفسه، حاول الحوثي تحريض الداخل اليمني ضد الخارج، ملوّحاً بما سماه "تخاذل بعض العرب"، في إشارة غير مباشرة إلى دول الخليج، متجاهلاً بشكل كامل الآثار الكارثية لمغامراته العسكرية والسياسية على الاقتصاد اليمني والملاحة الدولية، خاصة في البحر الأحمر، حيث أصبحت المنطقة نقطة توتر دائم بسبب اعتداءات الميليشيا المستمرة.

تحذيرات من جرائم حرب موثقة

حذر محللون سياسيون وحقوقيون من أن ما يسمى بـ"الدورات الصيفية" الحوثية ليست سوى واجهة لجريمة حرب موثقة تتغاضى عنها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حتى الآن.

هذه الدورات، التي تُفرض على الأطفال والشباب بالإكراه أو بالترغيب، تُستخدم كأداة لتجنيدهم وتدريبهم عسكرياً، ليصبحوا وقوداً للمعارك التي تخوضها الجماعة في مختلف الجبهات.

وتشير التقارير إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال يُلقون بهم في المعارك دون أي تدريب حقيقي، مما يجعلهم عرضة للموت أو الإصابة.

كما كشفت التحقيقات عن استخدام الميليشيا لهذه الدورات كوسيلة لجمع معلومات استخباراتية واستدراج الشباب إلى أدوار أكثر خطورة ضمن شبكات الجماعة.

وفي ظل غياب رد فعل دولي حازم، يبدو أن الحوثي يواصل استغلال هذه الثغرة لتحقيق أهدافه المشبوهة.

استغلال الدين وقضية فلسطين لتبرير المشروع الطائفي

من الواضح أن عبد الملك الحوثي يعتمد بشكل كبير على استغلال الدين وقضية فلسطين كوقود لاستمرار مشروعه الطائفي، الذي يهدد النسيج الاجتماعي اليمني ويضرب استقرار المنطقة بأسرها.

فالجماعة الحوثية، التي ترفع شعارات مذهبية واضحة، تعمل على تمزيق الوحدة الوطنية اليمنية وإشعال نيران الفتنة الطائفية، ليس فقط في اليمن بل أيضاً في دول الجوار.

محاولات بائسة للتغطية على الأزمات

الخطاب الأخير للحوثي ليس سوى محاولة بائسة للالتفاف على الأزمات المتلاحقة التي تحاصر الجماعة من الداخل والخارج.

فمن جهة، تواجه الميليشيا ضغوطاً متزايدة نتيجة الخسائر العسكرية والاقتصادية، ومن جهة أخرى، بدأت تفقد الدعم الشعبي حتى في المناطق التي كانت تعتبر معاقل لها.

وفي ظل هذه الظروف، يسعى الحوثي إلى استغلال كل الأدوات المتاحة لديه، بما في ذلك الدين والأطفال، لمحاولة إنعاش مشروعه الذي يترنح تحت وطأة الفشل والعزلة.

الخلاصة

ما زالت ميليشيا الحوثي الإرهابية تواصل محاولاتها اليائسة لاستدامة مشروعها الطائفي عبر أدوات مختلفة، من بينها استغلال الدين والأطفال والقضايا الإنسانية الكبرى مثل القضية الفلسطينية.

ومع ذلك، فإن هذه المحاولات تكشف في نهاية المطاف عن عمق أزمتها وضعف قاعدتها الشعبية، وهو ما يجعلها تعتمد على القوة والإكراه بدلاً من الاقتناع والشرعية.

وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في وضع حد لهذه الجرائم المروعة التي تهدد مستقبل اليمن وأجياله القادمة.

ختاماً، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر العالم في غض الطرف عن هذه الجرائم؟ وهل ستتحرك الضمائر الدولية لإنقاذ اليمن من براثن هذه الميليشيا المدمرة؟