خبير عسكري يحذر: بوادر الانشقاقات تهدد استقرار حضرموت ومستقبلها في مهب الفوضى

حذر الخبير العسكري البارز، العميد خالد النسي، من ظهور بوادر انشقاقات خطيرة بين أبناء محافظة حضرموت، التي كانت تعدّ النموذج الأبرز على مستوى اليمن في تحقيق الأمن والاستقرار وتوحيد الجهود المجتمعية.
وفي تصريحات لافتة، أكد النسي أن هذه الانقسامات قد تؤدي إلى انهيار الوضع الأمني والاجتماعي في المحافظة، مما يعرضها لخطر السقوط في دوامة الفوضى لسنوات طويلة إذا لم يتم التدخل العاجل لاحتواء الموقف.
حضرموت.. نموذج الاستقرار الذي يتهدده الانقسام
اعتبر النسي أن حضرموت كانت خلال السنوات الماضية مثالاً يُحتذى به في تعزيز الأمن والاستقرار، حيث نجحت في توحيد جهود أبنائها من مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية لمواجهة التحديات التي عصفت بالبلاد.
وأشار إلى أن هذا النجاح كان نتيجة وعي شعبي وإرادة قوية من أبناء المحافظة في وضع مصلحة حضرموت فوق كل اعتبار.
لكن مع ظهور بوادر الانشقاقات الحالية، يرى النسي أن هناك مؤشرات خطيرة تهدد هذا النموذج الناجح. وقال: "إذا لم يتدارك أبناء حضرموت خطورة هذا الوضع ويتحركوا بسرعة لرأب الصدع، فإن المحافظة قد تغرق في الفوضى والانقسامات، وهو ما سيؤثر سلبًا على مستقبلها واستقرارها لعقود طويلة".
نداء عاجل لأبناء حضرموت
وفي ختام تصريحاته، وجه النسي رسالة مباشرة لأبناء حضرموت، أكد فيها أن المحافظة هي ملك لجميع أبنائها دون استثناء.
وشدد على أهمية أن يضع الجميع مصلحة حضرموت فوق أي اعتبارات شخصية أو حزبية أو مناطقية.
وقال: "حضرموت تحتاج اليوم إلى وحدة صف وتكاتف جميع أبنائها لتجاوز هذه المرحلة الحرجة"، مضيفًا أن "أي خلافات أو صراعات داخلية ستكون نتيجتها وخيمة على الجميع".
أهمية الدور المجتمعي والقيادات المحلية
يعتبر المراقبون أن تصريحات العميد خالد النسي تحمل رسائل هامة للقيادات المحلية والمجتمعية في حضرموت. فالمحافظة، التي تمثل واحدة من أكبر وأهم محافظات اليمن من حيث المساحة والموارد الاقتصادية، تواجه تحديات متزايدة تتطلب حكمة ووعيًا كبيرين من قادتها وأبنائها.
ومن هنا، فإن الدعوة إلى الحوار الوطني والمصالحة الداخلية تبدو أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
دعوة للعمل الجماعي
في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة التي تمر بها اليمن، تبرز أهمية محافظة مثل حضرموت كنموذج يمكن أن يُبنى عليه لتحقيق السلام والاستقرار في عموم البلاد.
لذلك، فإن أي انقسامات داخلية في هذه المحافظة لن تكون مجرد مشكلة محلية، بل قد تمتد آثارها إلى بقية المناطق، مما يزيد من تعقيد المشهد العام.
ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على وعي أبناء حضرموت وقدرتهم على تجاوز هذه التحديات عبر الحوار والتفاهم، لضمان استمرار دورهم الريادي في تحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط لمحافظتهم، بل لليمن بأسره.