الأحد 16 مارس 2025 11:38 مـ 17 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

يافطات متعددة لحرب هدفها واحد

الأحد 16 مارس 2025 06:41 مـ 17 رمضان 1446 هـ

في الحروب الست كان عنوان حرب الحوثي على اليمنيين "الدفاع عن النفس"، وبعد دخوله صنعاء توجهت مليشياته إلى عدن بحجة تثبيت الوحدة اليمنية، مع أنه كان يقول للحراك الجنوبي إنه مع مطالب الحراك بتقرير المصير للجنوب.
وفي حربه على تعز ورداع ومأرب والجوف كان العنوان "محاربة الدواعش والتكفيريين".

وجاءت حرب دولة الاحتلال إسرائيلي على غزة بعد فترة من الهدوء النسبي في اليمن، فاستغل الحوثي الحرب ليواصل اليافطات المكذوبة، ولكن باسم "مناصرة غزة"، هذه المرة.
تم التوصل لإطلاق النار في غزة، وذهب أصحاب الشأن في مقاومتها للتفاوض لوقف الحرب، لكن الحوثي استمر في معزوفته الجديدة التي فرح بها أكثر من غيرها: "نصرة غزة".

عندما تتغير عناوين الحرب ويافطاتها فاعلم أن هدفها المعلن غير هدفها الحقيقي.
وعندما تتعدد عناوين الحرب فاعلم أن عنوانها الوحيد هو "السلطة والثروة"، وهما الهدف الحقيقي والوحيد لحروب الحوثي الداخلية والخارجية، وهما اللذان قال الحوثي إنه لن يشترك في السلطة بعد دخوله صنعاء، ثم عض عليها بنواجذه وأمعائه.

عندما تبحث جماعة عن أي مبرر لاستمرار الحرب فاعلم أنها إنما تسعى لمصالحها لا لما ترفع من يافطات وشعارات.
واليوم يشن الأمريكيون ضربات هي الأعنف على مواقع للجماعة، بحجة الرد على قرصنتها البحرية.
اللافت أن ضربات الأمريكيين لم تلق إدانة إلا من إيران ومليشياتها، والبعض على استحياء.
لم يترك الحوثي لليمن أصدقاء ليدينوا الضربات. حتى وهو يشترك في حرب، فإن مهمته في الحرب كانت "القرصنة"، وهي مهنة لا تليق إلا به وبأمثاله.

اختطفت إيران، من خلال مليشياتها في اليمن، جزءاً من الأرض والناس، فحولت الأرض إلى حقل تجارب لصواريخها وطائراتها المسيرة، وحولت ملايين اليمنيين إلى رهائن ودروع بشرية، في هذه الحرب التي ليس لها هدف إلا تثبيت سلطة الحوثي والحصول على اعتراف دولي به.

أما الشرعية، فإنها تتحمل مسؤولية كبرى في ما يجري، لأنها أضاعت ولا تزال تضيع، الفرص المتتالية لتخليص اليمنيين من هذه المليشيا الطائفية التي تدعي أن هدف حربها الدفاع عن النفس ونصرة المظلوم، وعندما سقط النظام الظالم في دمشق ناحت عليه، لتكشف أنها تقاتل على أسس طائفية، لا علاقة لها بالقيم والمبادئ والأخلاق، ولا بالعروبة والإسلام.
وقليل من يعي ذلك.