الإثنين 17 مارس 2025 09:45 مـ 18 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

بسطة خير.. السعودية تطلق مبادرة جديدة لدعم الباعة الجائلين

الإثنين 17 مارس 2025 02:50 مـ 18 رمضان 1446 هـ
بسطة خير السعودية
بسطة خير السعودية

في مشهد يعكس التفاعل بين الحكومة والمجتمع لدعم الفئات العاملة في الاقتصاد غير الرسمي، أطلقت أمانة محافظة الطائف مبادرة "بسطة خير السعودية"، الهادفة إلى دعم وتمكين الباعة الجائلين في المحافظة خلال موسم رمضان. المبادرة التي دشَّنها المهندس عبدالله بن خميس الزايدي، أمين الطائف، تستهدف توفير بيئة تجارية منظمة وآمنة للباعة الجائلين، وتمكينهم من ممارسة نشاطهم خلال 15 إلى 30 رمضان في ثلاثة مواقع رئيسية: المنطقة التاريخية (سوق البلد)، سوق العنقري، ومجمع تيرا مول.

من البسطات العشوائية إلى التجارة المنظمة

وفي أثناء تدشين المبادرة، أوضح الزايدي أن "بسطة خير السعودية" تسعى لتحويل الباعة الجائلين من الاقتصاد غير الرسمي إلى جزء فاعل ومنظم داخل الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن تنظيم بيئة العمل وتوفير أكشاك وعربات مرخصة يسهم في رفع جودة المنتجات وتحسين مظهر الأسواق، مما يعزز صورة البائع الجائل كممارس تجاري محترف، ويزيد من فرص دخله في بيئة منظمة. كما أكد أن المبادرة تدعم أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، بتوفير بنية تحتية تحفّز استدامة أعمالهم.

دعم وزاري ورعاية ملكية لتنظيم السوق

تحظى المبادرة باهتمام خاص من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، التي تعمل على تقديم برامج تدريب وتأهيل للباعة، تتيح لهم فرصًا أكبر للنجاح. وتحت رعاية الأميرة نجود بنت هذلول بن عبدالعزيز آل سعود، المشرف العام على ملف الباعة الجائلين، تسعى الوزارة لتنظيم هذا القطاع بشكل يواكب معايير الجودة والأمان، حيث يتم توفير بسطات مرخصة، وبرامج استشارية في إدارة المشاريع والتسويق.

بيئة اقتصادية مستدامة وشراكة مجتمعية

تعتبر "بسطة خير السعودية" جزءًا من جهود الدولة نحو التحول الاقتصادي المستدام، وتفعيل دور المجتمع في تحقيق رؤية السعودية 2030، عبر تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. ومن خلال هذه المبادرة، يمكن للباعة الجائلين تحقيق دخل ثابت، والمساهمة في تنشيط الأسواق المحلية بطريقة منظمة، تحافظ على النظام العام وتدعم الاقتصاد المحلي.

قصة من الميدان: بائع جائل يحوّل "بسطة" إلى مشروع ناجح

في أحد أركان سوق العنقري، يقف سعيد الزهراني، بائع منتجات تراثية، الذي عبّر عن سعادته بتخصيص موقع مرخص ضمن المبادرة، ما مكّنه من زيادة مبيعاته بنسبة 40% خلال الأيام الأولى من رمضان. وأكد أن الدعم الرسمي ساعده على تطوير منتجاته وتقديمها في شكل لائق للعملاء. قصة سعيد، وغيرها، تُجسد الأثر المباشر للمبادرة في تحويل أحلام صغار التجار إلى واقع ملموس، ضمن بيئة تجارية صحية وآمنة.

"بسطة خير السعودية لدعم الباعة الجائلين" ليست مجرد مبادرة موسمية، بل بداية حقيقية لتحويل أحلام صغار البائعين إلى فرص اقتصادية مستدامة، ومثال حي على دعم الدولة للمشاريع الصغيرة من أجل مستقبل تجاري أكثر تنظيماً وازدهاراً.