معركة الفرقان يوم التقى الجمعان (1)

اليوم هو السادس عشر من شهر رمضان لعام 1446هجرية ماذا حدث مثل هذا اليوم من العام الثاني للهجرة؟
ادرك رسول الله صل الله عليه وسلم ان لا مناص من مواجهة قريش وان القافلة قد افلتت ، فعقد مجلس استشاري ليستمع الى راي اصحابه بعد ان وضع امامهم الحقيقة كما هي ، وكان يهمه ان يستمع الى راي اجدادنا ( الانصار ) فهم اكثر من ثلثي الجيش ، وكان الاتفاق معهم ينص على يمنعون ويحمون رسول الله داخل المدينة ، والمعركة المتوقعة ستكون على بعد 150 كيلو من المدينة ، استمع الانصار الى كلام رسول الله ، فاجابوه بكلام اثلج صدره ، فتهلل وجهه وسُر بما سمع . فقال للجميع : سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين. تقدم رسول الله إلى بدر فوصلها هذه الليلة وهي نفس الليلة التي وصل فيها المشركون. نزل رسول الله في داخل ميدان بدر فأشار عليه الحباب ابن المنذر أن يتقدم فينزل على أقرب ماء من العدو ، حتى يصنع المسلمون حياضا يجمعون فيها الماء لانفسهم ويغورون الآبار فيبقى العدو بلا ماء. . كانت قريش في الجانب الآخر تراقب الوضع وقد ارسلت الداهية ( عمير ابن وهب ) ليستطلع أخبار المسلمين وحجم جيشهم ، فانطلق عمير بفرسه وراقب الجيش الإسلامي من بعيد وألقى عليه نظرة ثم عاد بتقرير لم أقرأ في حياتي أبلغ واوجز منه ، تقرير شفهي ولو كُتب على ورق لما استغرق صفحة واحدة أو نصف صفحة ولكنه أحاط بكل شي ، فقال .( ( القوم ما بين ثلاثمائة وبضعة عشر ، يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا ولكني والله رأيت البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب يحملن نقيع الموت ، قوم ليس لهم منعة غير سيوفهم فأرى أن لا يقتل الواحد منهم إلا وقد قتل واحدا منا ، فإذا قتلوا منا بعددهم فما خير العيش بعد ذلك فانظروا ماترون. )) الله اكبر ماهذه البلاغة والاحاطة ياعمير ؟ ماهذا الإبداع يا شيطان الجاهلية وحواري الإسلام؟ . أشهد إنك ابدعت واوجزت ونصحت قومك. ولكنهم لا يحبون الناصحين. . بعد هذا التقرير العجيب تعالت الأصوات في جانب المشركين للمطالبة بالعدول عن القتال خاصة وقد نجت قافلة أبو سفيان التجارية. لكن كان صوت أبو جهل هو الأقوى بحتمية الحرب والمواجهة. . رسول الله أخذ يتجول في ميدان بدر ويشير بيده ويقول ؛ هنا مصرع فلان وهنا مصرع فلان غدا إن شاء الله ، ثم بات يصلي إلى جذع شجرة وبات المسلمون مستريحين تغمرهم الثقة وانزل الله عليهم المطر آمنة منه .. لتطلع شمس اليوم الثاني الجمعة السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة ، وتسفر عن صباح ليس كأي صباح انه صباح سيكون له ما بعده حتى قيام الساعة ، انه صباح يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، انه صباح تنزل فيه ملائكة السماء لتشارك في اول معركة بقيادة آخر الانبياء . نترك كل فريق في مكانه لنتابع يوم غدا إن شاء الله ما سوف يحدث وكيف سارت الأمور .؟