بن دغر يدعو للإفراج الفوري عن السياسي محمد قحطان وجميع الأسرى في سجون الحوثيين

في تصريح جاء فيه صوت الحق والضمير الوطني، طالب الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الشورى اليمني، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السياسي البارز محمد قحطان، الذي وصفه بـ"رمز الوطنية الصادقة ورجل التوافق والشراكة والتسامح".
وأكد بن دغر أن استمرار اعتقال قحطان لا يمكن تبريره سوى باللجوء إلى "الفجور والغلو في الكراهية" للأصوات الحرة ولكل ما هو يمني.
وأضاف بن دغر في تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً ولاقت صدى كبيراً لدى النخب السياسية والإعلامية: "محمد قحطان ليس مجرد سياسي أو معارض، بل هو رمز لليمن الذي نحلم به، اليمن الذي يتسع للجميع دون تمييز أو إقصاء. لكنه اليوم يدفع ثمناً باهظاً لجرمه الوحيد المتمثل في حمله مشعل الحرية والدفاع عن حقوق شعبه".
وشدد رئيس مجلس الشورى على أن قحطان يتعرض لظلم فادح من قبل "عصابة إجرامية" اعتادت السطو والتسلط على مقدرات الشعب اليمني ومصادرة حقوقه.
وأشار إلى أن هذه العصابة ليست لها أي صلة باليمن أو بقيم أبنائه الأصيلة، وأنها تسعى فقط لفرض أجندتها الطائفية والتوسعية على حساب الوطن وأبنائه.
دعوة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى
لم يقتصر موقف بن دغر على الدعوة للإفراج عن قحطان فقط، بل امتد ليشمل جميع الأسرى الذين يقبعون في سجون الحوثيين.
وفي هذا السياق، أكد أن مبدأ "الكل مقابل الكل" الذي طرح كحل عادل لإنهاء معاناة آلاف الأسر اليمنية، لا يمكن لأي طرف وطني مسؤول أن يرفضه.
وقال: "موقفنا واضح تماماً، الكل مقابل الكل هو مبدأ إنساني ووطني عادل، ولا يرفضه إلا مجرم لا صلة له باليمن أو بمصلحة شعبه".
وانتقد بن دغر بشدة هروب الحوثيين من التعاطي الإيجابي مع هذا المبدأ، معتبراً ذلك دليلاً على انعدام مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه الإنسان اليمني، الذي زجوا به في حرب ضد العالم بأسره.
وأضاف قائلاً: "ما يحدث اليوم هو مأساة بكل المقاييس، حيث يُحرم الآلاف من أبناء الشعب اليمني من أبسط حقوقهم الإنسانية، بينما تستمر هذه الجماعة في تعنتها وإصرارها على إذلال اليمنيين وإذكاء نيران الحرب".
رسالة تحذيرية للحوثيين
وجه بن دغر رسالة واضحة ومباشرة إلى جماعة الحوثي، محذراً إياهم من استمرار سياساتهم القمعية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار.
وقال: "إن كان لديكم ذرة من المسؤولية الوطنية، فعليكم الإنصات لصوت العقل والإنسانية، والإفراج عن جميع المعتقلين دون قيد أو شرط.
فالشعب اليمني لم يعد يتحمل المزيد من المآسي، وعليكم أن تدركوا أن زمن الاستبداد والقمع قد ولى، وأن اليمنيين سيظلون دائماً أوفياء لقضيتهم الوطنية".
ردود فعل واسعة
تصريحات بن دغر لاقت تفاعلاً كبيراً على المستويين المحلي والدولي، حيث أشاد العديد من السياسيين والنشطاء اليمنيين بموقفه الشجاع والمبدئي، مؤكدين أن قضية محمد قحطان وقضايا الأسرى تحتاج إلى وقفة جادة وحازمة من كافة القوى الوطنية.
كما دعت شخصيات دولية ومنظمات حقوقية إلى الضغط على الحوثيين للامتثال للمطالب المشروعة المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين.
وفي الوقت نفسه، أعربت أسرة محمد قحطان عن تقديرها الكبير لموقف بن دغر، معتبرين أنه جاء في وقت يحتاج فيه الجميع إلى كلمات صادقة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المعتقلون وأسرهم.
وأكدت الأسرة أن قضية قحطان ليست قضية شخصية، بل هي قضية وطنية تعكس حال الديمقراطية وحقوق الإنسان في اليمن.