الثلاثاء 8 أبريل 2025 07:47 صـ 10 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

غارات صنعاء تكشف عن شبكة عسكرية حوثية تحت الأرض

الثلاثاء 8 أبريل 2025 02:26 صـ 10 شوال 1446 هـ
معسكر الصباحة
معسكر الصباحة

شنت الطائرات الحربية الأمريكية، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها.

يأتي هذا التصعيد العسكري في إطار الرد الأمريكي على التهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي أدت إلى تصاعد حدة التوتر الإقليمي والدولي.

استهداف مجمع "الصباحة" العسكري

ركزت الغارات بشكل أساسي على مجمع "الصباحة" العسكري، الذي يُعد أحد أبرز المواقع الاستراتيجية التابعة للحوثيين. يقع المجمع في منطقة جبلية وعرة غرب العاصمة صنعاء، ضمن نطاق مديرية بني مطر، ويُعتبر مركزاً حيوياً لتخزين الأسلحة وتنفيذ عمليات عسكرية.

تشير تحليلات صور الأقمار الصناعية إلى أن الحوثيين أعادوا تأهيل هذا الموقع خلال السنوات الماضية، حيث حولوه إلى مستودع كبير تحت الأرض لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية.

وقد شهد المجمع ثلاث ضربات جوية متتالية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذا الموقع بشكل مباشر منذ بدء العمليات العسكرية الأمريكية ضد الجماعة في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وكان المجمع سابقاً مقراً لقيادة العمليات الخاصة في الجيش اليمني قبل سيطرة الحوثيين عليه. وتؤكد المصادر العسكرية أن الضربات استهدفت بنى تحتية حيوية داخل المجمع، بما في ذلك مستودعات تخزين الأسلحة وغرف القيادة.

استهداف منزل قيادي حوثي بارز

في سياق متصل، طالت إحدى الغارات منزلاً يعود للشيخ القبلي صالح السهيلي، أحد أبرز الشخصيات الموالية للحوثيين، في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب.

يُعتقد أن المنزل كان يحتضن اجتماعاً لقيادات حوثية بارزة في وقت الضربة.

أسفرت الغارة عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأصيب الشيخ السهيلي بجروح خطيرة، بينما أعلنت مصادر محلية وفاة زوجته متأثرة بجراحها وإصابة أربعة من أبنائه بجروح بالغة.

كما أكدت التقارير مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة 23 آخرين نتيجة الهجوم.

وفقاً لمصادر استخباراتية، جاء الاستهداف بناءً على معلومات تشير إلى وجود اجتماع لعدد من قيادات الجماعة في منزل السهيلي، الذي يُعد شخصية ذات نفوذ قبلي كبير ومرتبطة بالحوثيين منذ الحروب الست السابقة في محافظة صعدة.

كما يُذكر أن السهيلي استضاف في وقت سابق السفير الإيراني السابق لدى اليمن، حسن إيرلو، في منزله، مما يعزز دوره كشخصية محورية في دعم الحوثيين.

تصعيد أمريكي في اليمن

تأتي هذه الضربات في إطار سلسلة من العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية ضد مليشيا الحوثي، رداً على الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعة على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستخدمت الولايات المتحدة هذه الضربات لإرسال رسالة واضحة إلى الحوثيين بأن استهداف الملاحة الدولية لن يُسمح به، وأن واشنطن ستواصل حملاتها العسكرية حتى توقف الجماعة أعمالها العدائية.

ردود الفعل المحلية والدولية

أثارت الغارات ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والدولي. فبينما رحب البعض بها باعتبارها ضرورة لردع الحوثيين، أعربت جهات حقوقية عن قلقها إزاء الخسائر البشرية بين المدنيين، مشددة على أهمية التزام جميع الأطراف بقوانين الحرب وحماية المدنيين.

من جانبها، أدانت مليشيا الحوثي الغارات ووصفتها بأنها "جريمة حرب"، مؤكدة أنها ستواجه مثل هذه الهجمات بتصعيد عسكري أكبر.

وفي الوقت نفسه، دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، محذرة من أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى انهيار الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.

الوضع الإنساني في اليمن

يأتي هذا التصعيد في ظل وضع إنساني هش في اليمن، حيث يعيش ملايين المدنيين في ظروف قاسية بسبب استمرار النزاع منذ سنوات.

وتزايدت المخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري الأخير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة مع تزايد الخسائر البشرية بين المدنيين.

تمثل الغارات الأمريكية الأخيرة تطوراً مهماً في الصراع اليمني، حيث تشير إلى تصعيد غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة ضد الحوثيين.

ومع ذلك، فإن التحدي الكبير يكمن في تحقيق توازن بين الردع العسكري وتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية في بلد يعاني بالفعل من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.