رحلتي المستقبلية إلى الغابة مع 100 خلية نحل

بالأمس قلت للزوجة في ساعة صفاء نادرة:
_ تعرفي؟ أنا أتمنى أن يكون لدي 100 خلية نحل في غابة مزهرة، سأبني هناك..
قاطعتني:
_ قصدك أني أسكن معك في الغابة بين الطهاشة والحناشة والعقارب...
_ نحن سنبني فيلا في الغابة ولن نسكن تحت الشجر ..
ورأسها وألف سيف ما تروح معي الغابة، وصممت وركبت رأسها وعاندت حتى أنها قاطعتني حين قلت: سأبني هناك، ما خلتني أكمل الجملة أو أطرح حجر على الأرض.!
يا لطيف والعناد عند النسوان؟!
الواحد يشتي يرتاح من ضجيج المدن ومأساوية هذه الأحداث التي ترفع الضغط والسكري وهي مصممة ما تخطي خطوة معي.!
أحبطتني تماما وأجهضت مشروعي المستقبلي الذي خططت له منذ أيام حيث بدأت بمشاهدة أفلام وثائقية عن تربية النحل واستخراج العسل بطرق علمية حديثة استعدادا لرحيلي إلى الغابة مع خلايا النحل التي سيسهلها الله عما قريب.!
حاولت أراجعها وأصف لها جمال الغابة الفاتنة وأحضان الطبيعة الخلابة، وذلك الهدوء النادر لكنها قالت:
_ يعني أترك بيتي وأهلي وأروح أسكن بالغابة، ويجي علينا الليل ونحن وحدنا بين الظلام والحيوانات المفترسة واااو لا لا وحشة وخوف..
قاطعتها:
_ وما فيها ؟! سنخوض تجربة حياتية جديدة بدل المدن والضجيج وإزعاج المترات والقريح والقصف والفجايع نروح بين أحضان الطبيعة تلك الجنة..
_ روح أنت وحدك جنة الطبيعة.!
قاطعتني للمرة الثالثة ورفعت لي السكري فصرخت مهددا ومتوعدا:
_ هيا والله لاتروحي معي الغابة وتعيشي معي هناك، وتزيدي تتعلمي كيف تربي النحل وتجني العسل؟
_ والله ما أترك بيتي وعيالي وأروح الغابة، لو قرصني حنش والا عقرب بموت من الخوف، ولو باتسعفني بموت بالطريق.
_ أنت مجنون؟!
_ يعني بالليل أفتح الطاقة ألاقي كل شيء حولي ظلام في ظلام، ويزيد يجي ذيب ويعوي جمب البيت، أو نمر مفترس يهجم علينا وااااو رعب رعب.
وقامت تقشبب وترتعش كأننا نعيش فيلم رعب.!
حاولت أرويها الأجانب اللي قابلوهم بالفيلم واللي عايشين طبيعي بالغابة بجوار خلايا النحل.. قاطعتني:
_ روح جيب لك واحدة من الأجانب تعيش معك بالغابة.
يا لطيف والعناد بين النسوان.!
يعني قلدكم الله لمن نشقي ونتعب اذا كان الأهل هم أول من يحبطك ويكسر مجاديفك ؟!
لكن مش المهم الآن إقناعها بأن تذهب معي للغابة المهم هو: أي غابة سأختارها ؟!
هذا هو الذي يقلقني فأنا حتى اللحظة مازلت أطير بالجو وأعاين الغابات، ولم أستقر بعد على غابة بعينها.!
قلت لنفسي:
_ سأحتاج دينة لنقل الخلايا، وكذلك بناء معمل لتجهيز العسل بطريقة حديثة، سأحتاج أيضا إلى بناء بيت بمرافقه في الغابة قرب الخلايا.
وبعد ذلك سأغرس زهور الخزامى والزعتر على مساحات واسعة حتى يمتص النحل رحيق هذه الزهور وينتج عسلا لا مثيل له.
لقد اعتبرت أن كل هذه الأشياء موجودة لكنني حنبت في اختيار الغابة المناسبة.!
_ من أين سآتي بغابة بمواصفات تلك الغابة التي رأيتها في الفيلم الوثائقي؟!
_ طيب لو قلت: أروح جهة إب وأختار المناطق الخضراء ذات الأشجار لما يعرفوا بقصة العسل بايجي لي ألف شيخ وألف متنفذ يشتوا عسل وليتهم بايدفعوا قيمته.
با يعرطوا العسل ويذهب شقى عمري للمشايخ وللمسؤولين.!
_ طيب لو أروح جهة شبوة أو حضرموت أو المهرة برضة لن أسلم من المتنفذين والمسؤولين، وعادهم بايقولوا:
_ دحباشي جاء ينافسنا في مراعي نحلنا.!
ولن أسلم من المضايقات والأتاوات والتهباش في أي مكان.!
طيب لو قلت: أروح الخارج روسيا مثلا والا أوربا، المشكلة أنا أكره الغربة كره العمى، وفي روسيا برررررد وثلوج ستبيد النحل كما أبادت جيش نابليون.!
أوربا والدول المتخلفة اللي زيها الضريبة عندهم _ أجاركم الله_ تصل أحيانا إلى 40% يعني نص الشغل يروح لهم بارد مبرد؟!
يعني:
_ يا هارب من الموت يا ملاقيه، نهرب من تهباش المشايخ والمتهبشين البلدي حقنا لعند الخواجات يتهبشونا بالنظام والقانون.!
المهم أنا مازلت مطنن أفكر وأقدر وأرجع التفكير كرتين لعلي أرى غابة مناسبة بينما الزوجة تقسم الأيمان المغلظة ما تروح معي الغابة وعادها مقشببة خايفة من الحناشة والعقارب.!
*قصة قصيرة