بعد احداث الساحل السوري... الرئيس الروسي يبعث رسالة لنظيره السوري

شهدت سوريا موجة من أعمال العنف في منطقة الساحل إثر هجوم فلول نظام الأسد على حواجز قوات الأمن السورية، الأمر الذي دفع سكان مدن الساحل وقراه إلى النزوح والبحث عن مقر أمن لهم إلى حين إنهاء هذه الأعمال، فمنهم من اختباء في البساتين والجبال والأماكن النائية، وتوجه الآلاف منهم إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية.
وأصدر رئيس المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع، قراراً رئاسياً بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري، والكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها.
من جهتها قامت القوات الروسية العاملة في قاعدة حميميم العسكرية، بتوفير ملاذ آمن للآلاف من العائلات الذين هربوا من العنف، وذلك حرصاً من الحكومة الروسية على الحفاظ على أرواح المدنيين، ومساندة منها للحكومة السورية الجديدة في مجابهة المخاطر والتداعيات الإنسانية الضخمة التي تسبب بها فلول النظام السابق، وأجزاء من القوات النظامية الجديدة.
وتأكيداً لهذا الدعم والتنسيق الثنائي بين الحكومة السورية الجديدة والحكومة الروسية، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، رسالة إلى نظيره السوري، أحمد الشرع، أكد فيها استعداد روسيا لتعزيز "التعاون العملي" مع القيادة السورية، وأعرب عن دعمه للجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
ونقل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وفقًا لوكالات أنباء روسية، أن بوتين أشار في رسالته إلى تأييده "للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".
وأضاف بيسكوف أن بوتين شدد على "استعداد روسيا الدائم لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال الثنائي، بما يعزز العلاقات الروسية السورية التي ظلت تاريخيًا علاقات ودية".
ويرى مراقبون أن الإبقاء على قنوات التواصل بين الحكومة السورية الجديدة ونظيرتها الروسية أتى بثماره وأثبت مدى فعاليته، فها هي قاعدة حميميم تحولت من قاعدة عسكرية إلى ملجأ وملاذ لآلاف السوريين الذي هربوا من بيوتهم خوفاً من انتهاكات فلول النظام السابق وبعض المنتسبين لقوات الحكومة السورية الجديدة.
وأضاف الخضير أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، تعامل بذكاء دبلوماسي فذ مع قضية القاعدتين الروسيتين ولم ينصاع لضغوطات الغرب المستمرة بخصوص ضرورة طرد الروس من الأراضي السورية، ولو انصاع لضغوطاتهم لكن الوضع في الساحل أسواء مما هو عليه اليوم ولكن مصير الآلف من السوريين مجهولاً في ظل غياب ملاذ أمن لهم.
في الوقت نفسه يقول مختصون بالشأن السوري أن الحكومة السورية الجديدة أمام مرحلة صعبة للغاية على جميع الأصعدة وعلى رأسها الاقتصادي والأمني، ويجب أن يكون لدى الإدارة السورية حليف قوي ليس ببعيد عن المشهد السياسي في سوريا وليس لها أطماع أو مخططات استعمارية كما هو الحال مع إسرائيل التي تقصف العمق السوري وتتوغل في الجنوب.