مقاتلون من حزب الله والحشد الشعبي العراقي يصلون إلى اليمن.. كشف تفاصيل خطيرة

رُصدت تحركات جديدة لمقاتلين من حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي داخل مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، في خطوة تعكس تنامي التعاون بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بالتزامن مع تصعيد عسكري أمريكي يستهدف تفكيك البنية التنظيمية للحوثيين وليس فقط الحد من تهديدهم العسكري.
إعادة انتشار المقاتلين.. من سوريا والعراق إلى اليمن
كشفت تقارير استخباراتية أن العشرات من مقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية بدأوا في التوافد إلى معاقل الحوثيين، بعد تراجع دورهم في سوريا، إثر التطورات الأخيرة هناك. ووفقًا لمجلة فورين بوليسي، فإن هؤلاء المقاتلين تم تكليفهم بتدريب القوات الحوثية على تقنيات القتال المتقدمة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة المسلحة وتكتيكات الهجمات بالعبوات الناسفة، مما قد يعزز قدرات الحوثيين في المواجهة البحرية ضد السفن الدولية.
كما أشار التقرير إلى أن الحوثيين يمتلكون مكاتب في بغداد وكركوك وجنوب العراق، مما يسهل عمليات تنسيق الدعم اللوجستي والمالي بينهم وبين الجماعات الموالية لإيران.
تصعيد أمريكي مستمر.. من الاحتواء إلى التفكيك
في ظل هذه التطورات، توقعت فورين بوليسي استمرار الحملة الأمريكية ضد الحوثيين لعدة أسابيع، مشيرة إلى أن الضربات العسكرية الأخيرة تعكس تحولًا استراتيجيًا في النهج الأمريكي، من سياسة الردع إلى استهداف الهيكل التنظيمي للجماعة، عبر قصف مراكز القيادة والبنية التحتية العسكرية.
وأكدت المجلة أن الهدف الرئيسي من هذه الضربات هو تقويض قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات انتقامية، ومنع إيران من استخدام اليمن كمنصة لتهديد المصالح الأمريكية وحلفائها الإقليميين.
اقتصاد الحرب.. كيف يمول الحوثيون عملياتهم؟
أشار التقرير إلى أن الحوثيين يعتمدون بشكل رئيسي على التهريب غير المشروع للوقود والسجائر، إلى جانب الجبايات الضريبية لتمويل أنشطتهم العسكرية. كما لفت إلى أن استمرار الضربات الأمريكية قد يضعف سيطرتهم على موانئ التهريب، مما يؤدي إلى تراجع مواردهم المالية بشكل كبير.
في المقابل، كشف التقرير عن وجود تعاون غير معلن بين الحوثيين وبعض التنظيمات الإرهابية، مثل حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ضمن تحالفات تكتيكية تضمن تبادل المعلومات والأسلحة.
اليمن.. ساحة صراع إقليمي متصاعد
مع دخول مقاتلين من حزب الله والحشد الشعبي إلى ساحة المعركة في اليمن، وتوسيع واشنطن لنطاق عملياتها ضد الحوثيين، يزداد التوتر الإقليمي في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات أمنية غير مسبوقة. وبينما تسعى الولايات المتحدة لإضعاف الحوثيين، يبدو أن إيران ووكلاءها الإقليميين يعملون على تعزيز وجودهم في البلاد، مما ينذر بفصول جديدة من الصراع في اليمن والمنطقة ككل.