الخميس 6 مارس 2025 04:14 مـ 7 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

قناة الملك سلمان تربط الخليج العربي ببحر العرب.. حلم السعودية يتحقق على يد الأمير محمد بن سلمان

الخميس 6 مارس 2025 03:10 صـ 7 رمضان 1446 هـ
الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان

يبدأ المشروع من المملكة العربية السعودية ، مرورًا بـ الإمارات العربية المتحدة ، ثم اليمن، ليصل إلى بحر العرب. تعد القناة الصناعية الأكبر في العالم، حيث ستحول صحراء الربع الخالي إلى واحة خضراء، تغطيها الغابات والبحيرات، مما يجعلها منطقة جاذبة للملايين سنويًا، سيتم إنشاء مدن متكاملة على جانبي القناة، إلى جانب خمس محطات نووية ومشروعات ضخمة للطاقة الشمسية.

رؤية 2030: استثمارات ضخمة تقود التنمية

مع اقتراب عام 2028، تسعى المملكة لأن تصبح أكبر سوق للبناء في العالم. ومنذ إطلاق رؤية 2030، أطلقت السعودية مشاريع بقيمة تريليون و250 مليار دولار، وتأمل الحكومة في جذب أكثر من 3 تريليونات دولار من الاستثمارات بحلول 2030، وتتصدر الرياض المشهد بنسبة 40% من قيمة العقود، تليها مكة وتبوك بقيمة 29 مليار دولار لكل منهما.

القطاع السكني يحظى بنصيب الأسد من الاستثمارات، إذ بلغت 43 مليار دولار في عام 2023 ، ومن المتوقع أن تصل إلى 57 مليار دولار بحلول 2028، فيما حصل قطاع الطاقة والمرافق على استثمارات بقيمة 35 مليار دولار، من بين هذه المشاريع الضخمة، يبرز مشروع قناة الملك سلمان، الذي كان يُنظر إليه في البداية كضرب من الخيال، لكنه قد يصبح حقيقة في المستقبل القريب.

قناة الملك سلمان: مشروع استراتيجي لتعزيز الاقتصاد

في إطار سعي السعودية لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، ظهر مشروع قناة الملك سلمان كأحد أكثر المبادرات طموحًا، بهدف ربط الخليج العربي ببحر العرب عبر صحراء الربع الخالي، ظهر هذا المفهوم لأول مرة كوسيلة للحد من الاعتماد على الطرق التقليدية لنقل النفط، وتقليل المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بمضيق هرمز.

تعتبر القناة إنجازًا هندسيًا غير مسبوق، حيث تمتد على مسافة 950 كم، بعرض 150 مترًا، وعمق 25 مترًا، مما يجعلها واحدة من أكبر الممرات المائية الصناعية في العالم، يتطلب المشروع أعمال حفر وبنية تحتية ضخمة، حيث سيمتد 630 كم داخل الأراضي السعودية، والباقي عبر اليمن، بتكلفة تقدر بـ 80 مليار دولار.

تحولات بيئية وزراعية ضخمة

من المتوقع أن تلعب القناة دورًا محوريًا في تحويل الربع الخالي إلى منطقة منتجة زراعيًا وصناعيًا، من خلال إنشاء مناطق زراعية واسعة تعتمد على تحلية المياه والتقنيات الزراعية الحديثة، سيتم دعم قطاعي مصائد الأسماك وتربية الماشية، مما يعزز الإمدادات الغذائية المحلية ويؤهل السعودية لتصبح مصدّرًا رئيسيًا للمنتجات الزراعية.

ستتم عملية الري من خلال محطات تحلية المياه على طول القناة، والتي ستوفر المياه للزراعة والاستهلاك البشري، وحتى تحسين المياه الجوفية.

الطاقة النووية والشمسية: مستقبل مستدام

يتضمن المشروع بناء 10 محطات نووية، بقدرة تتراوح بين 5 إلى 50 جيجاواط لكل محطة، لتلبية احتياجات الطاقة المحلية والمساهمة في شبكة الكهرباء الوطنية. كما سيتم تطوير محطات طاقة شمسية بسعة 50 جيجاواط، مما يساعد السعودية على تحقيق هدفها بإنتاج 50% من طاقتها من المصادر المتجددة بحلول 2030.

البنية التحتية ودور السياحة في المشروع

لضمان نجاح القناة، سيتم تنفيذ مشاريع بنية تحتية متكاملة، تشمل الطرق السريعة والمطارات وخطوط السكك الحديدية عالية السرعة، لربط منطقة القناة بالمراكز الاقتصادية الكبرى مثل الرياض والدمام.

كما ستوفر القناة فرصة لتحويل الربع الخالي إلى وجهة سياحية عالمية، من خلال إنشاء منتجعات فاخرة ومناطق ترفيهية تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، خاصة خلال فصل الشتاء، عندما يكون المناخ أكثر اعتدالًا.

فرص اقتصادية واجتماعية ضخمة

سيخلق المشروع عشرات الآلاف من الوظائف في قطاعات الهندسة والزراعة والطاقة والسياحة، مما يسهم في تطوير المجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة. من المتوقع أن تتحول الربع الخالي من منطقة نائية إلى مركز اقتصادي وسكني وتجاري متكامل.

هل يصبح الحلم حقيقة؟

رغم كل هذه الخطط الطموحة، لا يزال مشروع قناة الملك سلمان قيد الدراسة، ولم يتم الإعلان رسميًا عن البدء في تنفيذه. ومع ذلك، فإن رؤية 2030 تفتح المجال أمام مشاريع كبرى قد تغير وجه المملكة والمنطقة بالكامل، فهل نشهد انطلاق المشروع قريبًا؟