الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:31 صـ 24 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

واشنطن تعيّن مسؤولة إسرائيلية سابقة لقيادة ملف إيران

الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:07 صـ 24 شوال 1446 هـ
البيت الأبيض
البيت الأبيض

في خطوة وُصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل داخل أروقة السياسة الأمريكية منذ مطلع العام، أعلن البيت الأبيض تعيين ميراف سيرين، وهي مسؤولة سابقة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لتتولى إدارة أكثر الملفات حساسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي: العلاقات مع إسرائيل والملف النووي الإيراني.

ويأتي هذا القرار في وقت حرج للغاية، إذ تشهد الساحة الدولية تصاعدًا في التوتر بين واشنطن وطهران، وتُجرى مفاوضات دقيقة بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما يجعل تعيين شخصية ذات خلفية إسرائيلية محط أنظار المحللين والسياسيين على حد سواء.

خلفية مقلقة: من جيش الاحتلال إلى البيت الأبيض

ميراف سيرين لا تحمل فقط سيرة ذاتية تثير علامات استفهام، بل كانت أيضًا ضمن وحدة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي الجهة المتهمة اليوم بالمساهمة في تعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة من خلال القيود على دخول المساعدات الإنسانية.

كما عملت سابقًا في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مؤسسة فكرية أمريكية ذات صلات وثيقة بالحكومة الإسرائيلية وتُعرف بمواقفها المتشددة تجاه إيران، خصوصًا رفضها الدائم لأي حلول دبلوماسية بشأن الاتفاق النووي.

توقيت حساس وضغوط متصاعدة

يأتي تعيين سيرين في وقت يتعرض فيه البيت الأبيض لضغوط متزايدة من حلفاء إسرائيل داخل واشنطن، لحث الإدارة على التخلي عن الخيار الدبلوماسي مع طهران، واتباع نهج أكثر تشددًا قد يصل إلى الخيار العسكري.

وأشار موقع "Drop Site News" إلى أن تولي سيرين هذا المنصب يمنح إسرائيل "ميزة استراتيجية غير مسبوقة" في صياغة السياسات الأمريكية الداخلية، وخاصة في مرحلة تشهد تصعيدًا إسرائيليًا واضحًا باتجاه حث واشنطن على التحرك عسكريًا ضد طهران.

نفي رسمي ومخاوف مستمرة

رغم الجدل المتصاعد، حاول مجلس الأمن القومي التقليل من شأن الانتقادات، حيث نفى المتحدث الرسمي أن تكون سيرين قد عملت في وزارة الدفاع الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنها شاركت فقط في "فترة تدريب" بإشراف المجلس ذاته. لكن هذا التوضيح لم يُخفف من حدة المخاوف، بل زاد من التساؤلات حول مدى شفافية هذا التعيين وتأثيراته المستقبلية على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

تغريدات قديمة تكشف التوجه الحقيقي

مراجعة منشورات ميراف سيرين السابقة على منصة "إكس" (المعروفة سابقًا باسم تويتر) تكشف مواقفها المتشددة تجاه إيران، حيث أعربت مرارًا عن رفضها للاتفاق النووي الذي وقعته إدارة باراك أوباما عام 2015، كما عارضت أي خطوات تهدف إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، وهي نقاط تعكس توجهًا متطرفًا يصعب تجاهله عند مناقشة دورها الجديد.

ويُذكر أن صحيفة لوس أنجلوس تايمز كانت قد نشرت في عام 2005 تقريرًا أشار إلى دور سيرين في عدد من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية، ما يعزز الصورة المتشككة بشأن حيادها في موقع حساس كهذا داخل الإدارة الأمريكية.

موضوعات متعلقة