• الرئيسية
• علوم وصحة

في عالم الأمهات الجدد، هناك سر قديم لكنه فعّال للغاية، وهو تدليك جسم ويد المولود، الذي لا يمنحه فقط إحساسًا بالحنان والراحة، بل يعزز نموه الجسدي والعاطفي. يوضح الدكتور محمد يحيى، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن التدليك ليس مجرد لحظات مهدئة، بل هو تقنية علاجية تعود بفوائد صحية عديدة على الطفل، مما يجعلها عادة ضرورية لكل أم تبحث عن صحة ونمو سليم لطفلها.

رابطة لا تنفصم بين الأم ورضيعها

منذ اللحظة الأولى التي تلمس فيها الأم كف صغيرها، تبدأ رحلة عاطفية قوية بينهما. يؤكد الخبراء أن الملامسة اللطيفة للأم أثناء التدليك تعزز الشعور بالأمان لدى الرضيع، مما يجعله أكثر ارتباطًا بها. وعندما تهمس الأم لطفلها أثناء التدليك، فإن ذلك يعزز الاستجابة العصبية لديه، مما يساعد في بناء رابطة عاطفية تستمر مدى الحياة.

دراسات حديثة تشير إلى أن التدليك لا يؤثر فقط على الرضيع نفسيًا، بل أيضًا يقلل من نوبات البكاء ويمنحه إحساسًا بالطمأنينة. بل إن بعض الأمهات يلاحظن أن مجرد وضع أيديهن على كف الطفل يساعده في التوقف عن البكاء، وهو ما يعكس قوة هذا الاتصال الحسي.

تخفيف آلام المغص والانتفاخ بطريقة طبيعية

المغص والانتفاخ من المشكلات الشائعة التي تؤرق الأمهات خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل. لكن المفاجأة أن الحل قد يكون ببساطة في راحة اليد! تدليك كف الرضيع يساعد على تحفيز حركة الأمعاء، مما يخفف المغص ويساعد في التخلص من الغازات.

كما أن هذا الأسلوب يُحسن عملية الإخراج لدى الرضع الذين يعانون من الإمساك، مما يجنبهم آلام البطن ويضمن لهم نومًا أكثر راحة. وليس هذا فقط، بل إن تدليك اليدين قد يساعد أيضًا في تحسين عملية امتصاص العناصر الغذائية، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.

تهدئة الرضيع وتحسين نومه العميق

يعاني كثير من الرضع من نوبات بكاء مفاجئة أو صعوبة في النوم، مما يجعل الأمهات في حيرة حول السبب. لكن التدليك اللطيف لليدين والجسم يمكن أن يكون الحل السحري. فهو يساعد على تهدئة الطفل وتقليل مستويات التوتر لديه، مما يجعله ينام بشكل أعمق ولمدة أطول.

أثبتت دراسات أن التدليك المنتظم يحسن أنماط النوم، حيث يساعد على استرخاء العضلات وتقليل التشنجات العصبية، مما يجعل الرضيع يشعر بالأمان ويستغرق في النوم بسهولة.

تقوية المناعة وزيادة الوزن عند المبتسرين

الأطفال المبتسرون (الذين يولدون قبل الأوان) يحتاجون إلى رعاية خاصة لدعم نموهم. وقد أظهرت أبحاث علمية أن تدليك الجسم يمكن أن يكون له تأثير مذهل على صحتهم، حيث يعزز عمل الرئتين ويحسن القدرة على التنفس بشكل أكثر كفاءة.

ليس ذلك فحسب، بل إن المبتسرين الذين يحصلون على جلسات تدليك منتظمة يكتسبون وزنًا أسرع بنسبة 47% مقارنة بغيرهم، وذلك بفضل تحسين عملية الهضم وتعزيز الامتصاص الغذائي لديهم. كما أن التدليك يعمل على تنشيط الجهاز المناعي، مما يجعل الطفل أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.

المفتاح لصحة أفضل وحياة أكثر راحة

التدليك ليس مجرد لحظات من التدليل، بل هو عادة يومية يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الطفل. فهو يعزز مناعته، يدعم نموه الجسدي، ويقوي الرابط العاطفي بينه وبين والديه. لذا، ينصح الخبراء الأمهات بالحرص على هذه العادة، ليس فقط لأنها تمنح الطفل الراحة، بل لأنها تساهم في منحه بداية صحية لحياته.