الثلاثاء 29 أبريل 2025 04:31 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

حكايتي مع ‘‘ذيل الكلب’’

الثلاثاء 29 أبريل 2025 12:44 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ

من القصص التي عشتها ولا أنساها ما حييت أنني عندما كنت طفلا دفعتني سذاجتي وبراءتي لمحاولة إجراء عملية جراحية لتقويم ذيل الكلب.????

كنت أتضايق عندما أراه معوجا كرأس عصا جدي فأتيت بقصبة وأدخلت ذيل الكلب فيها وربطته بإحكام وبعد عدة أيام أخرجت ذيل الكلب من القصبة معتقدا بأنني سأتنفس الصعداء ارتياحا وسأفرح بنجاح العملية التي قمت بها، ولكنني فور إخراج القصبة وإذا بذيل الكلب يعود في لحظات معوجا.!????

يا الله لقد فشلت العملية بنسبة 100%.! لكنني لم أحبط فقد جئت بصمغ من النوع القوي وألصقت ذيل الكلب بمسطرة وطليته بالصمغ، وبعد أيام أزلت المسطرة وخلال ثواني عاد ذيل الكلب مقوسا لتذهب كل جهودي أدراج الرياح وكأنك يا بو زيد ما غزيت.!????
لقد فشلت المحاولة الثانية وبشكل ساحق ماحق.!

ولأنه لا يأس مع الكلاب أقصد مع الحياة فقد واصلت جهودي بدأب وإصرار مصمما على تقويم ذيل الكلب وسط إستغراب من حولي ومحاولتهم إحباطي، بل إن أخي الأصغر ضحك علي وأقسم الأيمان المغلظة أن ذيل الكلب عمره ما ينعدل، ومستحيل يصبح مستقيما.
فقلت في نفسي:
_ هذا ولد حاقد فاشل يريد إحباط مواهبي وقدراتي العلمية وتجاربي المعملية.!
وتذكرت أن الأستاذ قال لنا إن أديسون أخترع المصباح الكهربائي وأنار العالم بعد ألف تجربة، ولذا واصلت تجاربي مستعيذا بالله من العجز والكسل.????

وبعد عدة تجارب فاشلة قلت في نفسي: _ آخر العلاج الكي. سأكوي ذيل الكلب وأمري إلى الله.
وحينها جئت بحديدة ووضعتها على النار لفترة ثم وضعت ذيل الكلب فوق الطاولة وبدأت العملية ولكن الكلب ما إن شعر بحرارة الحديدة حتى قفز نابحا بقوة أفزعتني، وبسرعة خاطفة بادرني بعضة قوية جعلتني أصرخ بطول صوتي وأتلوى من شدة الألم.
لقد كانت تلك جزاءه لي على معروفي وجهودي الطبية الجبارة في محاولة تقويم ذيله.! ????
ويبدو أنه مل من حماقاتي وتجاربي التي كانت تتم بدون أن أقدم أي شيء مكافأة على صبره وتحمله وضياع وقته الثمين.!

والحمد لله لم يكن الكلب مسعورا وإلا فإنني كنت سأضطر إلى أخذ 21 حقنة ورقود بالمستشفلى لأيام وأنا أكره المستشفيات من صغري كره العمى.

بل إنني كنت أخاف من الإبرة " الحقنة " خوفا شديدا، وكنت أفعل أي شيء المهم أن أنجو من الإبرة، وحين أدرك أهلي نقطة ضعفي هذه أستغلوها بشكل بشع فكنت إذا مرضت قالوا:
_ محمد مريض خلاص سنضرب له إبرة.
وحين أسمع بكلمة الإبرة أقوم فزعا وأقسم لهم الأيمان المغلظة أنني بخير أزبط الحجر، ولكي أثبت لهم بشكل عملي أجري وأتبرطع وأقوم بأي عمل المهم لا يضربوا لي الإبرة.! ????

وهكذا فشلت أول عملية جراحية قمت بها في طفولتي، ومن يدري لو أنها نجحت لكنت قد هويت الطب ودرسته، ولكنت الآن طبيب جراح يداوي قلوب الناس، ولكنت قد شملت برعايتي ذلك الكلب الذي أجريت عليه أول تجاربي المعملية تقديرا لصبره، ولكنه كلب نحس لم أنل منه إلا عضة ما تزال آثارها في ساقي إلى اليوم.!
أردت إدخاله التاريخ من أوسع أبوابه فإذا به يريد أن يدخلني المستشفى من أكبر أبوابه.
كلب جاحد، ولا أستبعد أن يكون قد تآمر علي مع ذلك الحمار الحاقد الذي ألقاني أرضا ثم عاد ورفسني أثناء ذلك السباق الذي انتهى بكارثة.!
لا يستبعد فأنا منذ طفولتي أتعرض لمؤامرات أغلبها من حيوانات.!

*قصة قصيرة