الثلاثاء 29 أبريل 2025 01:58 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

صحيفة أمريكية تفجر مفاجأة وتكشف الدولة العربية الأكثر ممارسة للعنصرية

الثلاثاء 29 أبريل 2025 12:07 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

ممارسة العنصرية ضد الأخرين هي عمل مقيت وحقير يقود للكوارث والقتل والدمار، فالعنصرية أشد خطرا وأكثر فتكا من الحروب وكل الأمراض القاتلة، فبسببها تنموا الاحقاد والكراهية، وتندلع مواجهة مرعبة ومخيفة، ليس هدفها السيطرة على الثروات والكنوز، وانما حقد.دفين يملاء الجسد والروخ ويسعى كل طرف ليجهز على الاخر وينهي وحوده من على وحه الأرض، وهناك حرب وحشية بلغ فيها عدد القتلى خلال أسبوع واحد أكثر مما قتل خلال المواجهة الشرسة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.


فإذا أردت أن تقضي على دولة ما وتدمر شعبها، فليس عليك ان تجهز الجيوش والطائرات والصواريخ، فهذا أمر مكلف ماديا وغير مضمون النتائج، وتستطيع ان تفعل ذلك بطريقة سهلة وغير مكلفة، وكل ما عليك فعله هو نشر العنصرية بين مختلف الطوائف، وما حدث في رواندا خير دليل، فخلال اسبوع واحد فقط قتل نصف مليون إنسان بطريقة وحشية، في المواجهة بين الهوتو والتوتسي، فلا طائرات ولا مدافع ولا صواريخ في تلك الحرب العنصرية الوحشية، بل كانت السكاكين الحادة هي التي تمزق الأطفال والنساء وتقطع اجسادهم إلى اشلاء، وبلغت الكراهية حدا لا يوصف، فبعد الذبح والتقطيع، يقومون باشعال النيران حتى يضمنوا ان من بقي حيا ستلتهم اجسادهم النيران بلهيبها المستمعر.


والعنصرية تقضي على السكينة وتجعل حياة المجتمع مهددة بالدمار والانفجار في أية لحظة، وهذه العنصرية الكريهة ليست وليدة اللحظة، بل بدأت منذ خلق الله آدم عليه السلام، حيث مارس إبليس عليه لعنة الله العنصرية والاستعلاء والغطرسة والتجبر، ورفض أمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.


ومن المفارقات العجيبة، إن الكثير من الدول والشعوب التي تمارس هذا العمل الحقير لا تدرك انها تمارس العنصرية، أو لا تعترف بذلك وكانها غائبة عن وعيها ولا تعي ما تقوم به من عمل كارثي سوف يأكل الأخضر واليابس، فالاستطلاع الذي قامت به صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشف إن المهاجرين الهنود في دول أوروبا وامريكا يعانون أشد المعاناة من العنصرية التي تمارس ضدهم، ورغم ذلك فالهنود يرفضون الاعتراف انهم يمارسون العنصرية ضد بعضهم البعض، ولا يعترفون ان دولتهم تمارس العنصرية وتساهم في نشرها، فقد أوضح الاستطلاع إن الهند احتلت المرتبة الأولى عالميا في ممارسة العنصرية، وأكد الاستطلاع إن الأحقاد والكراهية بين مختلف الطوائف الهندية هي قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أية لحظة وتقضي على الدولة الهندية المترامية الأطراف ذات التعداد السكاني الهائل، وستكون أمر كارثي لا يقل خطرا عن الحرب النووية.


الاستطلاع ذكر عددا من الدول العربية التي تمارس العنصرية، إلا ان المفاجأة كانت إن لبنان احتلت المركز الأول في الوطن العربي في ممارسة العنصرية، ولعل ذلك يعود إلى كثرة الطوائف المنتشرة هناك، وربما إن الحروب الأهلية الكثيرة التي شهدتها لبنان ساهمت في تعزيز وتنامي الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وهو ما ينذر بالكوارث لهذه الدولة، فهذه العنصرية ستشكل تهديدا مرعبا على حاضر ومستقبل الدولة والشعب اللبناني، وستكون أشد وأكثر خطورة من العدو الإسرائيلي الذي يتربص بها ويتحين الفرصة السانخة للانقضاض عليها والقضاء على شعبها ومحوها من خارطة العالم أن أمكن لهم ذلك.