السبت 26 أبريل 2025 02:40 صـ 28 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

إعلان رسمي يسبب كارثة للمجلس الانتقالي ويفسد حلمهم بدولة مستقلة

الجمعة 25 أبريل 2025 11:15 مـ 27 شوال 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

أعلن القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي احمد بن بريك في خطابه الذي ألقاه مؤخرا، عن اقامة دولة حضرموت وأطلق عليها " دولة حضرموت العربية المتحدة" وهذه التسمية تعني انها لن تكون ضمن الدولة الجنوبية التي يسعى المجلس الانتقالي لاقامتها، وكذلك لا رابط لها بالشمال، كما ان إعلان قيام دولة حضرموت، سيجعل كل المعارضين يقبلون بالحكم الذاتي للمحافظة بدلا عن قيام دولة، من منطلق " إذا جاك الموت ترضى بالحمى" وهي خطوة بارعة وذكية كشفت للجميع بأن الرجل يتمتع بعقلية ناضجة ودهاء سياسي ورجل دولة مخضرم من الطراز الرفيع.


وهناك خطوة أخرى قام بها بن بريك لا تقل ذكاء ودهاء عن الخطوة السابقة، فقد شهد الجميع العرض المهيب الذي قامت به النخبة الحضرمية المحسوبة على المجلس الانتقالي، لكنه تمكن من حرف هذا المسار فلم ترفع النخبة الحضرمية علم الدولة الجنوبية، بل أقامت النخبة استعراضها تحت شعار الجمهورية اليمنية، وهو الأمر الذي سيجعل كل افراد النخبة الحضرمية يشعرون ان ولائهم وانتماءهم فقط لمحافظتهم وأبناء المحافظة بعيدا عن الشمال أو الجنوب.


وما فعله بن بريك هو عين العقل والصواب لأنه سيجعل كل ابناء محافظة حضرموت والقيادة الحضرمية ممتنون له، فهو يدرك ان الأقربون أولى بالمعروف، كما انه ما كان ليقدم على تلك الخطوات لو لم تكن لديه قناعة ويقين بأن المجلس الانتقالي الذي ينتمي إليه لا يمكنه بناء دولة، فما يحدث من فوضى عارمة وفلتان أمني وغياب أدنى متطلبات الحياة في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي سيطرة كاملة رسخت في ذهنه استحالة تحقيق دولة الجنوب، ولذلك فهو يضم صوته بقوة مع أبناء محافظة حضرموت دون أن يجهر بذلك حتى لا يخلق له اعداء، من جهة، ويكسب حب واحترام كل ابناء المحافظة التي ينتمي اليها من جهة اخرى، وهذا هو التصرف الحكيم والعقلاني الذي يكشف عن ذكاء ودهاء وحنكة سياسية.


وختاما فإن أحمد بن بريك الذي خاض المعترك السياسي لسنوات طويلة وعرف دهاليزها، يدرك ان هناك عوائق هائلة تحول دون قيام الدولة الجنوبية التي ينادي بها المجلس الانتقالي، وهناك عقبات محلية واقليمة ودولية تدفع جميع كل تلك الجهات ترفض عملية الانفصال، وإقامة دولة الجنوب المستقلة، فحتى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد الداعم الرئيسي للمجلس الانتقالي تؤكد في تصريحاتها الرسمية على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية، ولذلك يأمل بن بريك ان تكون حضرموت هي المنطلق لدولة راسخة، والتسمية التي أطلقها على الدولة الحضرمية تحمل مفردة ( المتحدة) وهذا يعني انه ترك الباب مفتوحا باتحاد الدولة الحضرمية مع أي جهة أو كيان شمالا أو جنوبا، شريطة ان لا يكون هذا الاتحاد مدخلا لنهب ثروات المحافظة وفرض الوصاية عليها، بل اتحاد يجعل قرار ومصير محافظة حضرموت بيد أبنائها، حتى لا تتكرر مأساة أبناء حضرموت كما حدث سابقا، وهي فكرة ذكية تنم عن تفاؤل كبير ووجهة نظر ثاقبة لانها تعود بالمصلحة والمنفعة على الجميع، ويكون الكل فيها رابح ومستفيد، وليس هناك أي خاسر طالما كان الأمر يرتكز على العدل والانصاف.