السبت 26 أبريل 2025 12:47 مـ 28 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

ضربات أمريكية موجعة للحوثيين في مأرب.. وخسائر فادحة للمليشيا

السبت 26 أبريل 2025 03:46 صـ 28 شوال 1446 هـ
قصف امريكي على صنعاء-ارشيفية-
قصف امريكي على صنعاء-ارشيفية-

في تصعيد مفاجئ وغير مسبوق، شنت مقاتلات تابعة للقوات الأمريكية، مساء اليوم الجمعة، أربع غارات جوية دقيقة على منطقة "طخية" بمديرية مجزر في محافظة مأرب، بالتزامن مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية اليمنية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران. يأتي هذا التصعيد في ظل محاولات حوثية محمومة للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والحيوية استراتيجيًا.

الغارات الأمريكية.. ضربة موجعة للحوثيين

أكدت مصادر ميدانية أن الغارات الأمريكية استهدفت مواقع حيوية للمليشيات الحوثية، حيث أسفرت إحدى الغارات عن تدمير آلية عسكرية كانت تقل عشرات العناصر الحوثيين، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها. وصف شهود عيان المشهد بـ"المجزرة المصورة"، مشيرين إلى أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية فادحة في تلك العملية.

ووفقًا لمراقبين، فإن هذه الضربات جاءت لتقويض قدرة الحوثيين على تعزيز صفوفهم وتعطيل خطوط الإمداد التي يعتمدون عليها في معاركهم المستمرة. كما أنها تشير إلى دور أمريكي مباشر في دعم القوات الحكومية اليمنية، لا سيما في ظل التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده الجبهات الغربية والجنوبية لمحافظة مأرب.

معارك طاحنة على أكثر من محور

واندلعت معارك عنيفة مساء أمس الخميس واستمرت حتى صباح اليوم الجمعة، على أكثر من محور في مأرب، خاصة في الجبهات الغربية والجنوبية. وحاول الحوثيون تنفيذ اختراقات نحو مركز المحافظة باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم ميداني أمام مقاومة الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.

مصادر عسكرية أكدت أن القوات الحكومية نجحت في تنفيذ عمليات نوعية خاطفة، كبدت خلالها المليشيا الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأفراد. وأشارت إلى أن الحوثيين اضطروا للتراجع والاحتماء بمناطق جبلية وعرة بعد تعرضهم لهجمات مضادة أسفرت عن تدمير آلياتهم العسكرية وتحييد عدد كبير من عناصرهم.

فشل حوثي متكرر.. الأسباب والتداعيات

يفسر محللون عسكريون هذا الفشل الحوثي المتكرر بعدة عوامل، منها الاعتماد المفرط على الطائرات المسيّرة دون توفير غطاء ميداني فعّال، وغياب التنسيق بين الوحدات المختلفة للمليشيا على الجبهات. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الضربات الأمريكية المباشرة في إرباك تحركاتهم وإضعاف خطوط الإمداد الخلفية، مما أدى إلى زعزعة ثقتهم وقدرتهم القتالية.

كارثة إنسانية وشيكة

في ظل هذا التصعيد العسكري المستمر، باتت حياة المدنيين في مأرب مهددة بشكل مباشر. وأفادت تقارير حقوقية بسقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة القصف العشوائي الذي تشنه مليشيا الحوثي على المناطق السكنية. كما أجبر القصف مئات العائلات على النزوح، ما زاد من معاناة السكان ورفع من مستوى التحذيرات بشأن وقوع كارثة إنسانية وشيكة.

مأرب.. الشريان الاقتصادي وخط المواجهة الأشرس

تمثل محافظة مأرب الشريان الاقتصادي الرئيسي للحكومة اليمنية، حيث تحتضن أهم حقول النفط والغاز في البلاد، إلى جانب كونها ملاذًا آمنًا لملايين النازحين الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين. ومع تصاعد المواجهات، أصبحت مأرب اليوم خط المواجهة الأشرس بين مشروع الدولة الشرعية ومشروع الانقلاب الحوثي، وبين حلم اليمنيين بالسلام وإصرار الحوثيين على فرض أجندة طهران بقوة السلاح.

رسالة واضحة من واشنطن

يرى مراقبون أن التدخل الأمريكي المباشر عبر الغارات الجوية يعكس رسالة واضحة للحوثيين وللداعمين الإقليميين لهم، بأن المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط مأرب بأيدي المليشيا المتمردة. كما يشير هذا التدخل إلى احتمالية توسع الدور الأمريكي في اليمن، سواء من خلال دعم الحكومة الشرعية أو عبر استهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين.

ختامًا: مستقبل الحرب في اليمن

تبقى الأنظار متجهة نحو مأرب، حيث يدرك الجميع أن مصير هذه المحافظة قد يكون نقطة تحول في مسار الحرب التي أنهكت اليمن منذ سنوات.

وإذا استمرت القوات الحكومية في صد الهجمات الحوثية بدعم دولي فعال، فقد تكون هناك فرصة لإعادة التوازن إلى المعادلة الميدانية في البلاد.

ولكن في الوقت نفسه، يتطلب الأمر معالجة شاملة للأزمة الإنسانية المتفاقمة، لتجنب المزيد من الكوارث التي قد تؤدي إلى انهيار كامل للبنية الاجتماعية والاقتصادية في اليمن.

ختامًا، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن الجهود الدولية من وضع حد لهذه الحرب؟ أم أن مأرب ستتحول إلى ساحة جديدة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية؟

موضوعات متعلقة