الإثنين 21 أبريل 2025 12:37 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

طفولة مختطفة وبراءة مغدورة

الأحد 20 أبريل 2025 08:22 مـ 22 شوال 1446 هـ

بينما يحلم أطفال العالم بمستقبلٍ مشرق، يُساق آلاف الأطفال اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي إلى مصيرٍ مجهول بعد أن استدرجتهم من المدارس إلى ساحات القتال، وحوّلتهم إلى وقود تشعل بها حربها الطائفية.
بشكل منظم وممنهج، تقوم الميليشيا الحوثية بأبشع جرائم الحرب، حيث شرعت منذ انقلابها في استغلال المدارس والمراكز الصيفية كوسيلة لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم، وتحويلهم إلى مقاتلين في خدمة مشروعها الطائفي.

يبدأ كل شيء داخل الفصل الدراسي، تبعد توجيه تعليمات صارمة إلى المعلمين بضرورة رصد الطلاب القابلين للاستقطاب، لا سيما أبناء الأسر الفقيرة، ليتم بعد ذلك استدعاء هؤلاء الطلاب وإجبارهم على التسجيل لحضور ما تدعّي الميليشيا بأنه "دورات تحفيظ القرآن"، والتي هي في الحقيقة دورات طائفية مكثفة تهدف إلى تدمير وعي الطفل وتحويله إلى أداة تدميرية.
تجبر الميليشيا الحوثية الأطفال على ترديد شعارات الموت، وتطلعهم على المشاهد القتالية، لتبدأ بعد ذلك بعملية الإقناع عبر تقديم وعود كاذبة أو تهديدات ضمنية للأسرة، إلى أن ينتهي الأمر بانضمام الطفل إلى أحد معسكرات التدريب أو الجبهات.

إن أخطر ما في هذه الجريمة هو التأثير العميق الذي تتركه عمليات التجنيد على النسيج الاجتماعي والمستقبل النفسي للأطفال، وبالتالي فإن استمرار ميليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال أمام أنظار العالم هو فضيحة أخلاقية وإنسانية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من الطفولة في اليمن.