جامعة الأمير سلطان تنال براءة اختراع لنظام رقمي متطور

في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال حماية المحتوى الرقمي، حصلت جامعة الأمير سلطان على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية عن نظام تقني مبتكر يهدف إلى توثيق وصون حقوق منتجي الوسائط الرقمية المتعددة. ويعكس هذا الإنجاز تفوق الجامعة في ميدان البحث العلمي والتقني، ويؤكد دورها في تقديم حلول تكنولوجية تدعم الاقتصاد الرقمي الوطني، وتنسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع معرفي رائد.
تقنية تشفير متطورة تكشف أي استخدام غير قانوني
النظام الجديد يعتمد على تقنيات تشفير متقدمة من بينها خوارزميات SHA-256 وHMAC، التي تُستخدم لإضافة علامات مائية مشفرة وغير قابلة للإزالة داخل الملفات الرقمية مثل الصور والفيديو والمقاطع الصوتية. وتمكّن هذه التقنية من منح كل ملف هوية رقمية فريدة تُمكن من التحقق من ملكيته الأصلية بسهولة، مما يحد من خطر التزوير أو القرصنة الرقمية، ويُسهم في حماية حقوق المبدعين من أي استخدام غير قانوني لأعمالهم.
تكامل مع تقنية البلوكشين يحصّن الملكية الرقمية
ما يميز النظام، بحسب مصادر تقنية داخل الجامعة، هو دمجه الذكي مع تقنية البلوكشين، مما يسمح بتوثيق كل ملف ضمن سجل رقمي آمن غير قابل للتلاعب. هذا السجل يتيح تتبع جميع العمليات التي تجري على المحتوى الرقمي، ويمنع أي تعديل غير مصرح به. ويُعزّز هذا التكامل الأمان الرقمي، ويمنح المبدعين ثقة إضافية في حفظ أعمالهم.
ذكاء اصطناعي يراقب ويحمي ويحلل
لم يقتصر الابتكار على التشفير فحسب، بل تم تزويده بأدوات ذكاء اصطناعي وتقنيات تعلم عميق لتحليل البيانات الرقمية باستمرار، واكتشاف أي محاولات خفية للتعديل أو السرقة الرقمية. وتوفر هذه الخاصية للمستخدمين حماية ذاتية مستمرة، تجعل النظام قادرًا على رصد التعديلات المشبوهة بشكل فوري وفعال.
منصة تفاعلية تسوّق للمحتوى وتحفظ الحقوق
أحد أوجه التميز في هذا الاختراع هو منصة إلكترونية متكاملة تمكّن المبدعين من عرض وتسويق أعمالهم الرقمية عبر ما يُعرف بـ"صالات العرض الرقمية" (Digital Showrooms). تتيح المنصة للمستخدمين بيع الحقوق أو منح تصاريح استخدام قانونية، في بيئة رقمية مؤمنة بالكامل، ما يخلق سوقًا رقمية شفافة ومستدامة تدعم الموهوبين وتحفز الابتكار.
قصة نجاح وطنية نحو الريادة الرقمية
يمثل هذا النظام ثمرة لجهود بحثية طويلة قامت بها فرق أكاديمية داخل جامعة الأمير سلطان، ويمثّل نموذجًا حقيقيًا لدور الجامعات في دعم الابتكار المحلي، وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتقنيات الحديثة. كما يعدّ هذا الإنجاز رسالة واضحة بأن الجامعات السعودية قادرة على إحداث فرق حقيقي في العالم الرقمي، والمساهمة في حماية المحتوى المحلي والدولي بطرق متقدمة وآمنة.