الرئيس العليمي يقهر قادة الانتقالي ويؤيد حكم ذاتي لحضرموت

عندما تقوم الأم بفطم طفلها بعد عامين كاملين من ارضاعه، فإنها تقوم بذلك غصبا عنها، وبطبيعة الحال فإن هذا الاجراء يلقى معارضة شرسة من قبل الرضيع لأنه سيحرم من وجبة هنية دسمة اعتاد تناولها طوال ليله ونهاره، فلبن الام الدافيء، وصدرها الحنون لا مثيل لهما، لذلك يقوم بثورة عارمة ويستخدم كافة الحيل والخداع ولا يترك طريقة الا ويجربها، ويستميت في محاولاته لكي يثني أمه الحنونة عن قرارها المرعب، وحين يفشل المسكين وتذهب كل محاولاته ادراج الرياح، فإنه يستسلم للأمر الواقع ويرضى بالبديل الذي تقدمه الأم، فالمسكين لا يدرك ان ذلك في مصلحته، وانها تفعل ذلك محبة فيه.
هذا هو بالضبط ما حدث فعلا في اليومين الماضيين، فقد جن جنون الكثيرين، وأصيبوا بحالة من الهستيريا والسعار والهذيان عقب تحرك القيادات الحضرمية الوطنية والمخلصة للمحافظة وأبنائها، من أجل تحقيق تطلعات وآمال كل أبناء هذه المحافظة المسالمة التي كانت ولا تزال الرئة التي يتنفس الجميع من خلالها، بل إن بعض من هؤلاء الذين يصرخون، بلغت فيهم الوقاحة والهلاوس السمعية والبصرية ان ترسخت لديهم قناعة بأن ثروات وخيرات المحافظة وكل ما حباها الله من واسع جوده وكرمه، هي حق مستباح لهم، لذلك هم على أتم الاستعداد لفعل كل ما يمكنهم من اجل حرمان الحضارم من الإستفادة لتنمية وتطوير محافظتهم وبناء المدارس والمستشفيات ووقف المعاناة الرهيبة لكافة أبناء المحافظة، ولذلك فإن هؤلاء الذين اعتادوا على سرقة ونهب خيرات حضرموت لسنوات طويلة واكلوا الأخضر واليابس، دون أن يجدوا من يردعهم أو يوقفهم، ينظرون لأمر استقلال حضرموت وكأنها جريمة لا تغتفر.
ولأن المجلس الانتقالي الجنوبي، هو من أشد المعارضين لهذا الامر، فقد جاء رداً حاسماً ورافضا لهذا التوجه، وكأن حضرموت ملكا له ولا يحق لاحد غيره ان يقرر مصيرها ومصير أبنائها، وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي - الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الرئاسة "فضل الجعدي" ( لن تغرد حضرموت خارج السرب الجنوبي كما يتوهم البعض وهي التي أكدت في اكثر من حدث انتماؤها المقدس للوطن الجنوبي الكبير وعبر أبناؤها فعلا وقولا".) وأضاف في تغريدة على منصة "إكس": "ان جغرافية الارض الجنوبية من حوف الى باب المندب تتنفس برئة واحدة ومسامات واحدة ومصير مشترك واحد، وفي افاق عمل وطني جنوبي تحرري وعلى قدر واقتدار كاف وجدير بحسم المعركة النهائية".
الشيء الذي يثير الضحك _ وشر البلية ما يضحك _ ان البعض اعتبر أن هذه الخطوة ستكون طريقة لتفتيت اليمن وتقسيمه، وفي اعتقادي ان من يفكر بهذه الطريقة يعيش في كوكب آخر وخارج عن التغطية، فمن سيسمع مثل هذا الكلام عن التفتيت، فسيعتقد ان 20 محافظة يمنية على قلب رجل واحد من المحبة والتأخي والتعاون، فلماذا هذه المغالطات اذا كنا جميعا نعلم ان الكراهية والحقد بين هذه المحافظة ومحافظة مجاورة لها أشد عداوة مما بين إسرائيل والفلسطينيين، فلماذ هذا العويل الكاذب؟
قلتها واكررها مليون مرة ان الرئيس العليمي رجل يتسم بالهدوء والرزانة والعقل الراجح، ويعرف كيف ينتقي الكلمات، ولذلك منح ثقته المطلقة لأبناء محافظة حضرموت، واكد بطريقة لا لبس فيها، بأن لديهم من الكفاءة ورجاحة العقل ما يمكنهم من إدارة محافظتهم على كل الاصعدة، بل إن العليمي اعتبر أن هذا الأمر سيكون مذهلا ومفيدا لليمن باكملها، لأنه _ كما يقول العليمي _ ستكون حضرموت نموذج يحتذى به لكل المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
واختتم مقالي هذا بنشر نص ما قاله الرئيس رشاد العليمي، والذي يكشف ثقته العمياء برجال حضرموت، ويؤيد هذا التوجه باعتباره حق مشروع لقادة وأبناء حضرموت، وفي هذا السياق يقول الرئيس العليمي(( ان حضرموت ستدير نفسها إدارة كاملة ماليا واداريا وامنيا من قبل السلطة المحلية، وهي القاطرة والقائد لهذه التجربة التي ستعمم اذا ما نجحت على باقي المحافظات لما تتمع به حضرموت وابناءها من خصائص ليست متوفرة عند كثير من المحافظات )).
واضم صوتي مع الرئيس العليمي وادعوا كل معارض لهذا التوجه ان يضع ثقته بالمخلصين من أبناء حضرموت، كما وثق فيهم الرئيس العليمي، وأنا على يقين تام بأنهم سيكونون اهلا لهذه الثقة وسيصاب الجميع بالذهول لنجاحهم المبهر بفضل الله وتوفيقه، وبحنكة وذكاء الشرفاء والمخلصين من أبناء حضرموت.