الجمعة 18 أبريل 2025 07:36 صـ 20 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

فضيحة تصحيح أوراق الاختبارات في جامعة هندية: عامل نظافة يتصدر المشهد الأكاديمي

الخميس 10 أبريل 2025 02:40 صـ 12 شوال 1446 هـ
عامل النظافة الهندي
عامل النظافة الهندي

شهدت جامعة "شهيد بهاغات" الحكومية في الهند واقعة مثيرة للجدل، كشفت عن تجاوزات خطيرة في النظام الأكاديمي والإداري داخل المؤسسة التعليمية.

إذ تم تسريب مقطع فيديو التُقط سرًا بواسطة أحد طلاب الجامعة، يظهر فيه عامل النظافة التابع للجامعة وهو يقوم بتصحيح أوراق اختبارات الطلاب داخل مكتب إحدى أستاذات الجامعة.

التفاصيل المثيرة للفضيحة

وفقًا للتفاصيل التي تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن الأستاذة المعنية، وهي تعمل في قسم الآداب والعلوم بالجامعة، كانت تعاني من وعكة صحية أدت إلى عدم قدرتها على تصحيح أوراق الطلاب بنفسها.

ومع ذلك، بدلاً من اتباع الإجراءات الرسمية مثل إعادة توزيع الأوراق على زملائها أو تقديم طلب رسمي لإدارة الجامعة لتخصيص شخص آخر لهذه المهمة، لجأت الأستاذة إلى حل غير تقليدي وغير مقبول أخلاقيًا وإداريًا.

طلبت الأستاذة من عامل النظافة التابع للجامعة تصحيح أوراق الاختبارات نيابة عنها، مقابل مبلغ مالي قدره 5000 روبية هندية (ما يعادل حوالي 60 دولارًا أمريكيًا).

وعلى الرغم من أن المهمة تتطلب خبرة أكاديمية ومعرفة دقيقة بمحتوى المواد الدراسية، إلا أن العامل الذي لا يمتلك أي مؤهلات علمية أو خلفية تعليمية قام بالمهمة دون أي اعتراض أو توجيه من الإدارة.

الفيديو المسرب يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

انتشر الفيديو المسجل بشكل غير قانوني بسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار غضبًا واسع النطاق بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وحتى الجمهور العام.

وفي المقطع، يمكن رؤية عامل النظافة جالسًا على كرسي داخل مكتب الأستاذة، وهو يتصفح أوراق الاختبارات ويقوم بوضع العلامات عليها باستخدام قلم أحمر.

أثار الفيديو تساؤلات حول مدى جدية الجامعة في الحفاظ على الشفافية والمصداقية في عملية التقييم الأكاديمي.

كما أثار تساؤلات حول الكيفية التي يتم بها اختيار الأشخاص المسؤولين عن تصحيح الاختبارات، والتي تعتبر واحدة من أهم الخطوات التي تحدد مستقبل الطلاب الأكاديمي والمهني.

ردود الفعل الغاضبة

تسبب الفيديو في حالة من الغضب والاستياء بين الطلاب وأولياء الأمور، الذين اعتبروا الأمر استخفافًا بمستقبلهم الأكاديمي.

وقال أحد الطلاب في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "كيف يمكن أن نثق في هذه الجامعة بعد اليوم؟ إذا كان عامل النظافة هو من يقرر مصيرنا الأكاديمي، فماذا ننتظر بعد؟".

من جانب آخر، دعا بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إلى إجراء تحقيق عاجل في الواقعة، مشيرين إلى أن هذا السلوك يعد انتهاكًا صارخًا للمعايير الأخلاقية والأكاديمية.

وقال أحد الأساتذة: "هذا ليس مجرد خطأ إداري، بل هو انعكاس للفساد والتسيب الذي يسيطر على نظام التعليم لدينا."

إدارة الجامعة تتدخل

بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها الفيديو، أصدرت إدارة جامعة "شهيد بهاغات" بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها بدأت تحقيقًا داخليًا في الواقعة.

وأشار البيان إلى أن الجامعة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الأطراف المتورطة، سواء كانت الأستاذة أو أي شخص آخر قد ساهم في تسهيل هذا التجاوز.

وفي الوقت نفسه، وعدت الإدارة بتحسين آليات الرقابة والإشراف على عمليات تصحيح الاختبارات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

كما أعلنت عن إمكانية إعادة تصحيح أوراق الطلاب الذين تأثروا بهذه الواقعة، لضمان حصولهم على درجاتهم المستحقة بناءً على جهودهم الحقيقية.

رسالة إلى المجتمع الأكاديمي

تمثل هذه الحادثة صفعة قوية لنظام التعليم في الهند، التي تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للطلاب الدوليين. وتكشف عن الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الإدارية والأكاديمية التي تحكم المؤسسات التعليمية، لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والنزاهة.

في النهاية، تبقى رسالة واضحة موجهة إلى جميع المؤسسات التعليمية حول العالم: يجب أن تكون العملية التعليمية والتقييمية شفافة وعادلة، لأنها ليست مجرد وسيلة لقياس الأداء، بل هي الأساس الذي يبني مستقبل الطلاب ويحدد مسار حياتهم المهنية.

ختامًا، تظل هذه الفضيحة وصمة عار على وجه النظام الأكاديمي في جامعة "شهيد بهاغات"، وربما تكون نقطة تحول نحو إصلاح شامل إذا ما تم التعامل معها بجدية ومسؤولية.