الثلاثاء 25 مارس 2025 07:56 صـ 26 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أمريكا وإيران والحوثى.. مناورات من غزة ولبنان إلى اليمن

الأحد 23 مارس 2025 01:24 مـ 24 رمضان 1446 هـ
أكرم القصاص
أكرم القصاص

الضربات الأمريكية على الحوثيين فى اليمن، تبدو فى جزء منها رسائل أمريكية إلى إيران وهى رسائل واضحة، تضع جماعة الحوثى مثل غيرها من التنظيمات ضمن أوراق اللعب الإقليمى والدولى خلال المرحلة الحالية، التى حملت فيها الحرب فى غزة تحولات كبرى طالت كل الأطراف بدرجات مختلفة، وهو ما جعل من عملية 7 أكتوبر وتداعياتها وتفاعلاتها، أكبر من مجرد حدث عارض متكرر، لأنها بالفعل فتحت مجال تحولات كبرى طالت تنظيمات وجماعات ودولا ظلت مستمرة على مدى عقود.


فقد امتدت تأثيرات الحرب فى غزة إلى لبنان وسوريا واليمن، وإيران وغيرها من الدول، بجانب تأثيراتها المباشرة على دول الجوار والمسؤولية الاستراتيجية مثل مصر والأردن، وبدرجات سياسية دول الخليج.

ومن حيث أراد حزب الله أن يساند جبهة غزة، وجد نفسه فى مواجهة هى الأخطر فى تاريخه، وبجانب قصف مباشر واجتياح برى لجنون لبنان تمت عمليات نوعية تضمنت تصفية قيادات الصفين الأول والثانى بحزب الله ونوابهم وخلفائهم، وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصر الله، وأكثر من 400 قيادة للحزب، بجانب عمليات اختراق وتفجيرات - أشهرها «عمليتا البيجر، والتوكى ووكى» - مثلت ضربات استخبارية وتقنية موجعة.


وكان تنفيذ اغتيالات لقادة حماس ومنهم اغتيال إسماعيل هنية داخل طهران، ضمن عمليات مست التوازنات التقليدية بين إيران وخصومها، وأنهت - إلى حد كبير - تصرفات تنم عن تحكم إيرانى فى بعض الدول الإقليمية، من خلال قوى تم بناؤها على مدى عقود، لكن بقيت جماعة الحوثيين طرفا فى المعادلة، حيث أعلنت مساندة غزة، بإطلاق صواريخ على تل أبيب، لم تكن مؤثرة بشكل فاعل، بجانب هجمات وقرصنة على السفن فى البحر الأحمر، أثرت على الملاحة بشكل كبير، وفى الواقع فإن ضربات الحوثيين لم تؤذ إسرائيل حيث تم اعتراض أغلب الصواريخ أو فقدت تأثيرها قبل وصولها، لكن الضربات والقرصنة سببت أذى للملاحة فى البحر الأحمر، وانعكست فى صورة خسائر ضخمة لقناة السويس بلغت حوالى 800 مليون دولار شهريا انخفاضا فى دخل قناة السويس، فى المقابل لم تكن مساندة الحوثيين لغزة أكثر من مساندة حزب الله الذى عجز عن مساندة غزة أو نفسه.


ومن هنا يمكن النظر إلى الضربات الأمريكية للحوثيين، والتى يصعب التكهن بنتائجها مباشرة، باعتبارها تتجه إلى تجمعات أو قوات مبعثرة وجيش غير نظامى ولطبيعة جغرافية لليمن تجعل من الصعب حدوث مواجهات مباشرة، واستبعاد عملية اجتياح برى، وإن كانت الولايات المتحدة أرسلت قوات إضافية، حسب ما نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية نقلا عن مسؤولين، إن الرئيس دونالد ترامب أرسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط فى تصعيد ضد الحوثيين، وأن وزير الدفاع الأمريكى أمر مجموعة حاملة الطائرات هارى إس ترومان بالبحر الأحمر بتمديد انتشارها لشهر، ومن المقرر أن تنضم حاملة الطائرات كارل فينسون والمدمرات المرافقة لها إلى المجموعة خلال أسابيع.


وهو ما يجعل الحرب على الحوثى ضمن أوراق الضغط والرسائل الخاصة بإيران، لأنها تزامنت مع تصريحات للرئيس الأمريكى يطالب فيها إيران بالإسراع فى إبرام اتفاق نووى، ووقف منح السلاح للحوثيين، مع بدء ضربات عسكرية واسعة على جماعة الحوثى اليمنية بسبب هجمات الجماعة على سفن الشحن فى البحر الأحمر، وحذر ترامب طهران من تحميلها المسؤولية إذا لم تكبح جماحهم.ورد المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى أن الولايات المتحدة لن تصل إلى أى نتيجة مع إيران بالتهديد، لكنه قال أيضا إن إيران لا تحتاج إلى وكلاء فى المنطقة، والحوثيون يعملون بشكل مستقل، وهى تصريحات سبق وتكررت مع لبنان أو غيرها بما قد يشير إلى أن ورقة الحوثيين قد تكون ضمن مفاوضات البرنامج النووى، فى وقت نقل موقع «أكسيوس» عن مشاورات أمريكية إسرائيلية بشأن إيران، وهو ما قد يكون تسريبات ومناورات لتسريع المفاوضات وإغلاق ملف تم فتحه منذ انسحب ترامب من الاتفاق النووى 2017 فى فترته الرئاسية الأولى، وعاد الآن ليضغط ويمارس سياسة الجزرة والعصا، ضمن مناورات وأوراق يعاد ترتيبها ما بعد 7 أكتوبر وتداعياتها.

كاتب مصري

*اليوم السابع