الخميس 6 فبراير 2025 09:13 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

وصية المؤرخ الحضرمي الكبير الدكتور باصرة التي عمل بها أبناء حضرموت اليوم وتنبؤه عن مصير اليمن

الأربعاء 21 يونيو 2023 10:21 مـ 3 ذو الحجة 1444 هـ
الدكتور صالح باصرة
الدكتور صالح باصرة

انتشر مقطع فيديو قديم، للمؤرخ اليمني الكبير والسياسي الحضرمي المخضرم، الدكتور صالح باصرة، يتحدث فيه خلال مقابلة تلفزيونية، عن مصير اليمن والانفصال فيما لو حدث تقسيم للبلاد.

وانتشر الفيديو خلال الأيام القليلة الماضية، بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، أعاد تداوله صحفيون وإعلاميون ومحللون سياسيون وعسكريون يمنيون من توجهات سياسية مختلفة.

يقول المؤرخ الراحل الدكتور صالح باصرة، - توفي في شهر نوفمبر من العام 2018- ، متحدثًا إلى المذيعة التلفزيونية: "إذا ذهبنا إلى دولة جنوبية، ثقي أننا سنتحارب من اليوم الثاني داخل الجنوب، وثقي أيضًا أننا سنتحارب أيضًا جنوب وشمال من اليوم الثاني".

وأضاف: "وثقي أيضًا، أنه لن يحدث تقسيم على أساس جنوب وشمال، ستتشتت اليمن إلى أكثر من كيان، ليس إلى كيانين".

المحلل العسكري العميد محمد عبدالله الكميم، من جهته أعاد تداول الفيديو، وعلق بالقول: "لم اتطرق لهذا القصة ابدا من قبل حرصاً على الا تفهم في سياق تحريضي وانا الرجل الوحدوي الذي لايقبل ولايتمنى ابدا بتفكيك وتقسيم اليمن تحت أي مسمى ،ولكن بمناسبة انشاء #مجلس_حضرموت_الوطني فقد وجب التحدث واليكم القصة".

وكشف الكميم عن حديث الدكتور باصرة الذي يعتبر بمثابة وصية عمل بها ابناء حضرموت اليوم بعد تشكيل "مجلس حضرموت الوطني"، إذ نقل حديثًا للمؤرخ الحضرمي يقول فيه أن عهد الضم والإلحاق قد ولى، وهو ما أكدت عليه مرجعيات ومكونات محافظة حضرموت، خلال حراكهم السياسي خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف: "كنت في جامعة صنعاء في عام ٢٠٠٨م في دعوة تلقيتها بمناسبة الأعياد الوطنية واستمعت لمحاضرة قيمة للمؤرخ اليمني الكبير والوزير السابق والسياسي المخضرم ابن حضرموت المرحوم الدكتور صالح باصرة وهو يتحدث بإيجاز وبأسلوبه الأكاديمي الشيق عن تاريخ اليمن القديم والمعاصر وتدرج في طرح كثير من الاحداث التاريخية والمعاصرة وعن دور الوحدة اليمنية المباركة في استقرار اليمن ونموها ونهضتها".

وأشار الكميم إلى أن الدكتور باصرة ركز في جزء من حديثه على دور حضرموت الثقافي والديني والاجتماعي والسياسي ومكانتها الجغرافية وامكانياتها الاقتصادية التي تؤهلها لقيام دولة، ومقدار الظلم الذي كان يتعرض له ابناء حضرموت من النخب الحاكمة في الجنوب بشكل دائم ، باعتبارهم ضحايا صراع لم يكن لهم فيه لا ناقة ولا جمل . حسب تعبيره.

وأوضح: "حيث كانت تتقاتل على الحكم منطقتين جغرافية فقط _ثم سماهم بالطغمة والزمرة_ للإستيلاء على السلطة في الجنوب، وكانوا يعتبرون حضرموت جزء من الجنوب بدون اخذ رأيها ومشورتها وكانت تعتبر تحصيل حاصل لمن يفوز بحكم عدن".

ولفت الكميم إلى أن المؤرخ باصرة "تطرق لبعض من تلك الجرائم والمجازر التي نالت ابناء حضرموت من ذلك النظام الشمولي البائد وكانت مظالم عظيمة مورست فيها ابشع انواع الانتهاكات والظلم والجرائم".

وقالها بوضوح تام أن عهد الضم والإلحاق قد ولى ولن نقبل به أبداً،فإما ان تكون حضرموت في اطار الدولة اليمنية الواحدة او ان نكون في اطار اتحاد فيدرالي او ان تكون حضرموت دولة مستقلة. والكلام للكميم نقلًا عن باصرة.

واضاف الكميم أن باصرة "قال ان مخطط تقسيم اليمن جارٍ على قدم وساق وأن الحوثي في صعده والحراك الجنوبي آنذاك ، رغم قناعته ببعض المظلوميات التي كان رئيس لجنة لمعالجتها في تلك المرحلة مع الراحل عبدالقادر هلال والتي استغلت لمشاريع التفتيت انهما من ضمن ادوات التقسيم التي يتم تغذيتهم ودعمهم من دول خارجية وعربية وأن الفيدرالية هو النظام الأفضل لبقاء اليمن واحد موحد بعيدا عن المركزية التي تمر عليها لحظات ضعف فتتقوى عليها مشاريع التمزق والانفصال في اطراف اليمن تاريخياً".

واختتم حديثه بالقول: "فهل ستكون اليمن فيدرالية في ظل يمن واحد او سيصدق تنبؤ الدكتور صالح باصرة عن تلك المخططات المشؤومة لتقسيم اليمن الى ثلاثة وربما اربعة اقسام !؟".

يأتي ذلك، بعد أن شبت محافظة حضرموت عن الطوق، وأعلن أبناءها عن تشكيل كيان حضرمي مستقل، تحت اسم "مجلس حضرموت الوطني"، يمثل الحامل السياسي لتطلعات أبناء حضرموت المشروعة، ويمكنهم من إدارة محافظتهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيًا وعلى كل الصعد.

وجاء الإعلان مساء أمس الثلاثاء 20 يونيو، بعد مشاورات حضرمية، استمرت شهرًا كاملًا في العاصمة السعودية الرياض.