الأحد 20 أبريل 2025 06:30 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

يعني اي سبت النور ولماذا سمي بهذا الاسم

السبت 19 أبريل 2025 08:01 مـ 21 شوال 1446 هـ
سبت النور
سبت النور

وسط آلاف الحجاج المحتشدين في كنيسة القيامة، تُطفأ الأنوار، ويعم الصمت، قبل أن تشتعل الشموع فجأة من داخل القبر المقدس في مشهد يخلّد "معجزة النور المقدس". هذه اللحظة المهيبة تحدث كل عام في سبت النور، اليوم الذي يسبق عيد القيامة في المسيحية، حيث يُقال إن النور الإلهي ينبثق من الحجر الذي وُضع عليه جسد المسيح، ليضيء قلوب المؤمنين قبل أن تضيء الشموع.

ما هو سبت النور؟

يأتي سبت النور بين الجمعة العظيمة وأحد القيامة، ويُعتبر من أقدس أيام الأسبوع المقدس، خاصة لدى الكنائس الأرثوذكسية والشرقية. يُعرف بأنه اليوم الذي بقي فيه السيد المسيح داخل القبر بعد صلبه، وهو يوم صمت وتأمل وصلاة. تُعطَّل فيه القداسات ما عدا قداس خاص يُقام عند منتصف الليل، إيذانًا ببدء عيد القيامة المجيد.

الأبعاد الروحية لسبت النور

في العقيدة المسيحية، يمثل سبت النور الحدث الذي يُعتقد فيه أن المسيح نزل إلى الجحيم ليحرر أرواح الأبرار الذين سبقوه، ويأخذهم إلى الفردوس. يُعرف هذا الحدث باسم "نزول المسيح إلى الجحيم"، ويعد من أهم الأسس الإيمانية التي وردت في قانون الإيمان المسيحي، حيث يُنظر إليه كأول عمل للقيامة وانتصارًا على الموت.

طقوس ليلة القيامة: شعلة الإيمان لا تنطفئ

في الكنيسة الأرثوذكسية، يبدأ قداس "القيامة المجيدة" بعد منتصف ليل سبت النور. يُضاء المكان بالشموع التي يحملها المصلون، في إشارة رمزية إلى النور الإلهي. يتم فتح أبواب الهيكل وإعلان قيامة المسيح، في طقس مؤثر تنقله القنوات العالمية وتتابعه الطوائف من مختلف الدول.

معجزة النور المقدس في كنيسة القيامة

تُعد معجزة النور المقدس من أكثر الأحداث ارتباطًا بسبت النور، وتحدث سنويًا في كنيسة القيامة بمدينة القدس. في وقت الظهيرة، يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر المقدس بعد تفتيشه بدقة، ويخرج حاملاً شعلة النور المقدس، التي يُقال إنها تخرج بطريقة إعجازية من الحجر الذي دُفن عليه المسيح. هذا النور يتنقّل بسرعة بين آلاف الحجاج، ويُنقل بعدها إلى الكنائس الأرثوذكسية حول العالم مثل مصر وروسيا واليونان.

الاحتفالات الشعبية في الشرق الأوسط

تشهد مصر، وسوريا، وفلسطين أجواء مهيبة يوم سبت النور، حيث تُنظّم مواكب للكشافة المسيحية، وتُضاء الشموع في الشوارع، وتُطلق الألعاب النارية ابتهاجًا بقرب أحد القيامة. وفي مدن مثل القدس وبيت لحم، يتحول هذا اليوم إلى طقس شعبي ديني جامع بين القداسة والفرح.

دلالات الاسم والرمزية

يحمل "سبت النور" رمزية النور الإلهي الذي يُبشر بقيامة المسيح وانتصاره على الموت. ويُعرف بأسماء أخرى مثل "السبت العظيم" أو "السبت المقدس"، في إشارة إلى مكانته الرفيعة ضمن الطقوس الكنسية.