”الكبوس أخطأ مرتين”.. من يتحمل دماء 80 قتيل وعشرات المصابين ضحايا حادثة التدافع بباب اليمن بصنعاء؟
شنت قيادات ووسائل إعلام حوثية هجومًا مكثفًا خلال الساعات الماضية، على رجل الأعمال اليمني، الشهير، حسن الكبوس، بعد حادثة التدافع التي راح ضحيتها قراب 80 قتيلا ومئات المصابين الليلة الماضية.
وألقت مليشيات الحوثي باللوم والمسؤولية على التاجر الكبوس، في حين تؤكد الشواهد وحيثيات القضية، تورط سلطات الحوثيين بالجريمة.
وذكّر ناشطون إعلاميون بمواقع التواصل الاجتماعي، بمواقف سابقة للكبوس أثارت غضب قيادة المليشيات الحوثية، واعتبرتها خطيئة تجاه قيادتها السلالية.
وقال الناشطون: "الكبوس بنظر الحوثي اخطأ مرتين، الاولى: عندما استضافوه بقناة اليمن التي تبث من صنعاء في محاولة منهم لارجاع اللوم في ارتفاع الاسعار بسبب رفع الدولار الجمركي الذي تم من قبل الشرعية ففضحهم على الهواء انهم متسببين اكثر من غيرهم".
وأضافوا: " والثانية: انه قرر أن يوزع الزكاة على الناس وهذا مخالف في سياسة التجويع التي ينتهجوها لحق اليمنيين لذلك ارسلوا مسلحيهم لافزاع الناس وتشتيتهم لتحصل كارثة اكبر واعظم ربما لم يتوقعها الحوثيون انفسهم ..لكنها مع ذلك اتت على هواهم وهنا سوف يحملون التاجر الكبوس تبعاتها وسوف يخرجون انفسهم منها ابرياء".
ولاحظ "المشهد اليمني" وكثيرون، تركيز قيادة المليشيات الحوثية، في حديثها عن الحادثة الأليمة، على ما تسميه "تهرب التجار من الزكاة، ورفضهم دفع الزكاة والصدقات عبر السلطات الرسمية -في إشارة إلى سلطة مليشيات الحوثي-".
وتعليقًا، أكد مراقبون أن المليشيات بمثل هذه التصريحات، تتهرب من مسؤوليتها بالجريمة، وتحاول إلقاء التهمة على التجار، كما أنها بمثل هذه التصريحات تؤكد لليمنيين ، أن دماءهم لا تعنيها، وليست لها اية قيمة في نظرها، فكل همها المال ونهب التجار.
فيما اعتبر كتاب صحفيون، ومنهم الكاتب مانع سليمان، وآخرون، أن من أهداف مليشيات الحوثي من وراء هذه الكارثة، تهديد التجار بمنع صرف أي صدقات أو زكوات أخرى، للفقراء والمساكين بطريقة مباشرة.
وأشاروا إلى أن الكبوس، الذي سبق وأن اقتحمت مليشيات الحوثي، قبل اشهر إحدى مكاتبه التجارية، هو أحد ضحايا الجماعة السلالية، وتسعى من وراء الحادثة المروعة لتحميله مسؤوليتها وإبتزازه مستقبلًا.
ولفتوا إلى أن الضحايا جمعيهم مواطنون عاديون من الفقراء والمساكين، وليس فيهم فرد واحد من "الأسر السلالية".
وكانت داخلية الحوثيين، قالت في بيان مقتضب لها اليوم، إنها ألقت القبض على اثنين من التجار، وتجري التحقيق معهما، مشيرة إلى أنها ستبين نتائج التحقيق لاحقًا.
وطالب ناشطون وإعلاميون يمنيون، بتشكيل لجنة تحقيق دولية، بشكل عاجل، للتحقيق في ملابسات القضية قبل أن تدفن المليشيات الحوثية جثث الضحايا وتطمس الأدلة.
وكان قرابة 80 مواطنا يمنيا قتلوا فيما أصيب المئات، الليلة الماضية، أثناء تجمعهم لاستلام مساعدات مالية عند مدرسة معين، بباب اليمن، بأمانة العاصمة صنعاء.
وأكد مصدر خاص، لـ "المشهد اليمني"، أن مليشيات الحوثي تقف خلف الفاجعة، بعدما أطلقت الرصاص الحي لتفريق جموع المواطنين الفقراء، ما تسبب بماس كهربائي وحالة تدافع وهلع، نتجت عن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.
وقال المصدر: أن "سلطات الحوثيين، منعت في الأيام السابقة، التجار من دفع زكاتهم وصدقاتهم للفقراء والمحتاجين مناولة لأيديهم، فقام بعضهم بتسليمها للفقراء والمحتاجين بشكل مباشر، ما أثار حفيظة المليشيات وأرسلت عناصر مسلحة لتفريق الناس بالقوة متسببة بهذا الكم الكبير من الضحايا وهذه الكمية الكبرى من المأساة".
وذكرت مصادر أن المواطنين كانوا يستلمون مبالغ مالية بقيمة (5000) خمسة آلاف ريال يمني، من مؤسسة حسن الكبوس، مشيرة إلى أن مستشفى الثورة والمستشفى الجمهوري يشهدان حالة طوارئ كبيرة جراء العدد الكبير من المصابين.