الأحد 27 أبريل 2025 12:51 صـ 28 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

إلى هانس غروندبرغ.. هل يمكن تحقيق السلام بوجود العنصرية؟

السبت 26 أبريل 2025 07:45 مـ 28 شوال 1446 هـ

تصر الأمم المتحدة على فرض حلول سياسية في اليمن دون معالجة جذور الحرب، مما يهدد بتكرارها مستقبلا وإعادة إنتاج المعاناة.
أخفقت الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بتنفيذ قراراتها، لا سيما القرار 2216 الذي ينص على انسحابهم من المؤسسات الحكومية، وتسليم سلاح الدولة، وإطلاق المختطفين. مع ذلك، تستمر في السير على ذات النهج الفاشل وتريد الزامنا به.
لا شك أن اليمن يعاني حربا مدمرة قد طالت، لكن السلام الحقيقي لا يتحقق بتجاهل أصل المشكلة، بل بمعالجتها من جذورها. فما يحدث ليس مجرد صراع سياسي على السلطة، بل مواجهة بين اليمنيين وجماعة عرقطائفية مسلحة، تؤمن بأحقيتها الحصرية في الحكم وامتلاك رقاب اليمنيين، وتمارس القتل، التهجير والتجويع، والإخفاء القسري، إضافةً إلى زراعة الألغام وتفجير المنازل وتجنيد الأطفال لتحقيق أهدافها.
إلى هانس غروندبرغ..
نجاحك الشخصي يجب ألا يكون على حساب كرامتنا كيمنيين. كيف يمكن تحقيق سلام دائم مع جماعة ترى الحكم حقاً دينياً وسلالياً لها وحدها وهذا واضح في خطابها ومنهجها وأفعالها؟ كيف يمكن بناء دولة عادلة مع طرف يمارس الفصل العنصري والإبادة الثقافية بحق مخالفيه؟
لقد أثبت الحوثيون -خلال عقدين من الزمن- أنهم لا يحترمون أي اتفاق، ولا يلتزمون بأي تعهد، بما في ذلك اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة. فكيف يمكن الوثوق بجدوى أي تسوية سياسية معهم؟ وإذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن حماية موظفيها الذين اختطفتهم جماعة الحوثي، فكيف يمكنها ضمان تنفيذ أي اتفاق لحماية حقوق اليمنيين؟
لا أكتب هنا كضحية، بل كيمني يتطلع لمستقبل آمن لأطفاله. نحن مستعدون للعدالة التصالحية، لكننا نطالب بضمانات حقيقية للمستقبل. فهل يمكن القبول بسلام قائم على القهر والتعايش مع جماعة تؤمن بتفوقها العرقي؟ هل يمكن بناء مؤسسات دولة مع جماعة مصنفة إرهابية وتمارس الفصل العنصري داخل مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها؟
نريد السلام بلا شك، ونتمنى نجاح مهمتك كمبعوث أممي، لكن ليس على حساب حقوق اليمنيين الأساسية. نرفض أي تسوية سياسية تلغي أول مادة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تؤكد أن "الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق". هل تدرك أهمية هذه المادة يا هانس ودورها في استقرار الدول وتعايش المجتمعات؟
هل يمكن –بهذا السلام- ضمان المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتجريم عنصرية "خرافة الولاية" التي أشعلت هذه الحرب؟
ختاما.. قال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان: "نحن نعلم أن السلام هو الشرط الذي بموجبه تزدهر البشرية. ولكن السلام لا يتواجد بمحض إرادته. إنه يعتمد علينا، وعلى شجاعتنا في بنائه وتحصينه ونقله إلى الأجيال القادمة".
السلام لا يُبنى على التخلي عن حق المساواة.. السلام يفرض بالقوة إذا كان الأمر متعلقا بالجماعات العنصرية.. تماما كما فعل العالم مع النازية.