”خطأ جسيم” يهز التلفزيون الإيراني.. إقالة واعتقالات بعد إساءة صارخة للخليفة أبو بكر الصديق

أعلنت السلطات الإيرانية، أمس الأربعاء، إقالة مدير القناة الأولى للتلفزيون الرسمي واعتقال أربعة من العاملين الأساسيين، على خلفية بث برنامج تلفزيوني تضمّن إساءة علنية لأحد أبرز رموز المسلمين، في حادثة أثارت موجة استياء واسعة داخل البلاد وخارجها.
وأوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في بيان رسمي أنها "تأسف بشدة" لما ورد في البرنامج، مؤكدة أن ما حدث لا يعكس الخط التحريري أو التوجهات الرسمية للمؤسسة الإعلامية. وأشارت إلى أن بث العبارات المسيئة جاء نتيجة "خطأ جسيم" يجري التعامل معه وفق الإجراءات القضائية، التي وُصفت بأنها تهدف إلى تصحيح المسار ومحاسبة المتسببين.
البرنامج المشار إليه تضمّن شتماً واضحاً للخليفة الأول، أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ما اعتبره مراقبون انتهاكًا صارخًا للقيم الإسلامية المشتركة، وضربة لمساعي الوحدة الوطنية في بلد يضم مكوّنًا سنّيًا ملحوظًا في عدة محافظات مثل سيستان وبلوشستان وخوزستان وكردستان.
وفي حين لم تصدر بعد تصريحات مباشرة من المرجعيات الدينية السنية داخل إيران، تشير تحليلات إلى أن الحادث قد يُنظر إليه كاستفزاز طائفي غير مبرر، يخدم أطرافًا متطرفة تسعى إلى توتير الأجواء المذهبية في الداخل الإيراني.
كما أن استخدام بعض المراقبين المحليين لتوصيفات مثل "التشيع البريطاني" يُعد تلميحًا إلى خطابات لطالما اتُّهمت بإثارة الفتنة بين المسلمين، ويُستدل بها في الأوساط الدينية على أن بعض التوجهات المتشددة قد تُستخدم كأدوات لاستفزاز المسلمين في إيران وتأكيد على هيمنة الشيعة المتطرفة.
ويرى متابعون أن توقيت الحادثة يُضفي عليها حساسية إضافية، في ظل تصاعد الدعوات إلى إصلاح الإعلام الرسمي، وضبط الخطاب الديني في المؤسسات التابعة للدولة، لا سيما في ما يتصل بالعلاقات بين المذاهب والطوائف.
وتبقى تداعيات الواقعة مرهونة بمدى استجابة الدولة للغضب الشعبي، وسط توقعات بأن تُستكمل التحقيقات القضائية والإدارية بوتيرة سريعة، في محاولة لاحتواء الأزمة وتبديد المخاوف المتنامية لدى شريحة من المواطنين، الذين طالبوا مرارًا بتعزيز خطاب الاعتدال والتقريب داخل الإعلام الرسمي الإيراني.