الخميس 24 أبريل 2025 11:59 مـ 26 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل يمكن أن تُورَّث الصدمات النفسية عبر الأجيال؟ دراسة مثيرة حول اللاجئين السوريين

الخميس 24 أبريل 2025 09:26 مـ 26 شوال 1446 هـ
الصدمات النفسية عبر الأجيال
الصدمات النفسية عبر الأجيال

في خطوة علمية غير مسبوقة، كشف باحثون عن نتائج مثيرة تشير إلى إمكانية انتقال الصدمات النفسية المترتبة على العنف عبر الأجيال. الدراسة التي ركزت على اللاجئين السوريين، أظهرت وجود "بصمات فوق جينية" في الحمض النووي تشير إلى أن الصدمات النفسية المرتبطة بالعنف قد تُورَّث من جيل إلى آخر، مما أثار جدلاً واسعًا بين العلماء حول صحة هذه الفكرة. ومع أن البعض يعتبر الدراسة خطوة صغيرة في مسار كبير لفهم الآثار البيولوجية للصدمات النفسية، إلا أن نتائجها ألهمت كثيرين لمواصلة البحث في هذا المجال الشائك.

الدراسة: ما الذي اكتشفه الباحثون؟

أجريت هذه الدراسة على مجموعة من الأسر السورية التي عانت من صدمات نفسية جراء العنف في سوريا، سواء في الثمانينيات أو بعد 2011. وركز الباحثون على "العلامات فوق الجينية" في الحمض النووي، وهي تغيرات كيميائية قد تؤثر في وظائف الجينات دون تغيير بنيتها. قام فريق البحث بمقارنة عينات الحمض النووي لأفراد من 10 عائلات تعرضت للعنف مع عينات من 16 عائلة لم تشهد أي أحداث عنف. وكانت النتيجة أن الأشخاص الذين تعرضوا مباشرة للعنف في تلك الفترات حملوا علامات مميزة في الحمض النووي، بما في ذلك الأجيال التالية من أبنائهم وأحفادهم.

الآثار البيولوجية للصدمات: فهم أعمق؟

تعكس هذه الدراسة أحدث الأبحاث في مجال الوراثة فوق الجينية، حيث يعتقد العلماء أن الآثار البيولوجية التي تتركها الصدمات النفسية يمكن أن تتجاوز الفرد لتؤثر على الأجيال المقبلة. تقول العالمة رنا الدجاني، المشاركة في الدراسة، إن هذه النتائج تفتح بابًا لفهم أعمق لكيفية انتقال الصدمات عبر الأجيال، وهو ما يشكل نقلة نوعية في علم البيولوجيا النفسية.

التحديات والانتقادات: هل نحن على الطريق الصحيح؟

ورغم هذه النتائج المبدئية، لم يفت علماء آخرين مثل رايتشل يهودا من جامعة ماونت سايناي أن يعبروا عن تحفظاتهم. يعتقدون أنه من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات قاطعة بشأن تأثير هذه العلامات على الصحة والسلوك البشري. على الرغم من ذلك، يعترف هؤلاء العلماء بأهمية الدراسة ويشيدون بها على كونها بداية لفتح أفق أبحاث جديدة في فهم الآثار البيولوجية للصدمات النفسية.

أين يتجه البحث العلمي في المستقبل؟

تعتزم الباحثة رنا الدجاني متابعة هذه الدراسة من خلال فحص البصمات فوق الجينية للأحداث المسببة للصدمات النفسية لدى الفلسطينيين، مما قد يسهم في تقديم صورة أكثر شمولاً حول توريث الصدمات عبر الأجيال. وفي الوقت نفسه، يعتقد العلماء أن ثمة حاجة ملحة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه البصمات فعلاً قابلة للتوريث أم أن العوامل البيئية قد تلعب دورًا في ظهور هذه التأثيرات.