الأربعاء 23 أبريل 2025 05:36 صـ 25 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الأجهزة الأمنية السورية تلقي القبض على ضابط مخابرات بارز ومجرم خطير متورطين في جرائم حرب وقتل مدنيين

الأربعاء 23 أبريل 2025 02:32 صـ 25 شوال 1446 هـ
احد المطلوبين
احد المطلوبين

في تطور لافت يعكس استمرار الجهود الأمنية والقضائية السورية لملاحقة مرتكبي الجرائم خلال سنوات الحرب، تمكنت الأجهزة الأمنية في سوريا من اعتقال شخصيتين بارزتين متورطتين في ارتكاب جرائم بشعة ضد المدنيين. العملية جاءت بعد أشهر من التحري والمتابعة الدقيقة، وأسفرت عن القبض على العميد "سليمان التيناوي"، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في عهد نظام الأسد البائد، بالإضافة إلى المجرم الخطير "صالح الصطيف"، الذي يُشتبه بتورطه في عدة جرائم قتل.

القبض على العميد "سليمان التيناوي"

ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة اللاذقية القبض على العميد "سليمان التيناوي"، الذي كان يشغل مناصب رفيعة في المخابرات الجوية خلال فترة سيطرة نظام الأسد. ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية السورية، فإن التيناوي متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين، من بينها مجزرة مروعة وقعت في منطقة جيرود بريف دمشق في تموز 2016.

المجزرة التي هزت الرأي العام السوري آنذاك، أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، حيث تم تنفيذها باستخدام القصف العشوائي والأسلحة الثقيلة. كما كشفت التحقيقات الأولية أن التيناوي كان أحد المسؤولين الرئيسيين عن إصدار الأوامر العسكرية التي أدت إلى هذه الجريمة، فضلًا عن تورطه في عمليات تعذيب وانتهاكات أخرى داخل مراكز الاحتجاز التابعة للمخابرات الجوية.

اعتقال المجرم "صالح الصطيف"

في سياق متصل، نجحت مديريتا أمن دمشق وحلب في تنفيذ عملية مشتركة أفضت إلى اعتقال المجرم "صالح الصطيف"، الذي يُعد أحد أخطر المطلوبين على خلفية ارتكابه خمس جرائم قتل بحق مدنيين. وأكدت وزارة الداخلية أن الصطيف كان ينشط في مناطق متفرقة من البلاد، مستغلًا حالة الفوضى التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.

ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن الصطيف كان ينفذ عمليات القتل تحت غطاء الانتماء إلى جماعات مسلحة، مستهدفًا مواطنين أبرياء لأسباب مختلفة، بما في ذلك النزاعات الشخصية والنهب. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبع تحركاته عبر شبكة معقدة من المعلومات الاستخباراتية، ما أدى إلى تحديد موقعه واعتقاله دون مقاومة.

إجراءات قانونية واستكمال التحقيقات

بعد اعتقالهما، تم تسليم "التيناوي" و"الصطيف" إلى النيابة العامة المختصة لاستكمال التحقيقات معهما. وأكدت السلطات السورية أن الإجراءات القانونية ستُتخذ بحقهما بما يتناسب مع خطورة الجرائم المرتكبة، مشددة على أن العدالة لن تتهاون مع أي شخص تثبت إدانته بجرائم ضد الإنسانية أو القتل العمد.

وزارة الداخلية السورية أكدت في بيانها أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز سيادة القانون وملاحقة جميع المتورطين في جرائم الحرب والانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال العقد الماضي. وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل دؤوب على تفكيك شبكات الجريمة المنظمة ومعاقبة مرتكبي الجرائم، مع التركيز على تقديم مرتكبي الانتهاكات الكبرى إلى العدالة.

ردود فعل محلية ودولية

الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من قبل الناشطين الحقوقيين والمنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان، الذين طالبوا منذ سنوات بملاحقة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب. وفي الوقت نفسه، أعربت بعض الجهات الدولية عن اهتمامها بهذه التطورات، داعية إلى ضمان شفافية التحقيقات ونزاهة الإجراءات القضائية.

رسالة واضحة

العملية الأمنية الأخيرة ترسل رسالة واضحة بأن سوريا الجديدة، التي تسعى لإعادة بناء مؤسساتها ومجتمعها، لن تتسامح مع مرتكبي الجرائم، بغض النظر عن مواقعهم السابقة أو ظروفهم الحالية. وتؤكد هذه الخطوة أن العدالة ليست فقط شعارًا، بل هي مسار يتم العمل عليه لتحقيق المصالحة الوطنية وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.

ختامًا، يبقى انتظار نتائج التحقيقات والإجراءات القضائية لتحديد مصير المتهمين، مع أمل أن تكون هذه الخطوات بداية لمعالجة شاملة للانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال سنوات الحرب.