الخميس 24 أبريل 2025 12:38 صـ 25 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل تتفوق الصين في معركتها التجارية مع أمريكا؟

الأربعاء 23 أبريل 2025 09:33 مـ 25 شوال 1446 هـ
أمريكا والصين
أمريكا والصين

في ساحة معركة غير تقليدية، حيث لا تُسمع أصوات المدافع بل تُقاس المعارك بالرسوم الجمركية والإجراءات الاقتصادية، تحتدم المواجهة بين الولايات المتحدة والصين. فبعد أعوام من التصعيد المتبادل، بدأت تتضح ملامح معركة طويلة الأمد لا تستند فقط إلى التجارة، بل إلى من يملك اليد العليا في مستقبل الاقتصاد العالمي. ومع كل خطوة جديدة، يُطرح سؤال حاسم: هل بإمكان الصين أن تنتصر في هذه الحرب الاقتصادية؟

تحذيرات اقتصادية من شبح الركود

وسط هذا التصعيد، حذّر عدد من الخبراء الاقتصاديين من احتمالات حدوث ركود عالمي إذا استمرت الحرب التجارية دون تسوية. وأكد خبير اقتصادي بارز في مقابلة تلفزيونية أن استمرار فرض الرسوم الجمركية المتبادلة بين بكين وواشنطن قد يؤثر سلبًا ليس فقط على اقتصاد الدولتين، بل على أسواق المال العالمية التي تشهد بالفعل حالة من التذبذب. ولفت إلى أن هذه الحرب ليست مجرد صراع ثنائي، بل أزمة دولية قد تُدخل النظام المالي العالمي في دوامة من الانكماش.

من يملك القوة على الصمود؟

فيما يتعلق بالقدرة على التحمل، يرى محللون أن كلا الجانبين يمتلك أوراق قوة، لكن الفارق يكمن في الاستراتيجية. الصين، بثقلها الصناعي وقدرتها على التحكم بسلسلة الإمداد، تُعد أكثر استعدادًا لتأقلم طويل الأمد، بينما تعتمد الولايات المتحدة على الضغط المستمر عبر رفع الرسوم والتصريحات النارية. ويتوقف الكثير على مدى قدرة بكين على تعويض أسواقها وخفض اعتمادها على الصادرات إلى أمريكا.

معادن نادرة وسلاح اقتصادي خفي

ما لا يدركه كثيرون هو أن للصين ورقة ضغط حاسمة: احتكارها شبه الكامل للمعادن النادرة، التي تُعد مكونًا أساسيًا في صناعة الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والأسلحة الحديثة. في حال قررت الصين استخدام هذه الورقة كورقة مساومة، فقد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، خصوصًا تلك المعتمدة على التكنولوجيا المتطورة. هذه الخطوة قد تُعد بمثابة "ضربة تحت الحزام" للولايات المتحدة، التي ما تزال تعتمد على هذه المواد بشكل أساسي.

ترامب والموقف المتذبذب: فرصة لبكين؟

وفي مشهد يعكس اضطرابًا في الموقف الأمريكي، ألمح الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا إلى إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية. وقال خلال لقاء عفوي خارج البيت الأبيض إن المفاوضات مع الصين تسير بشكل جيد، مضيفًا أن بلاده ستصل إلى "صفقة عادلة" مع بكين. لكن مراقبين رأوا في هذا التصريح تراجعًا قد يمنح الصين مساحة مناورة أكبر، خاصة إذا تم تقديم تنازلات في اللحظة الأخيرة.

من ينتصر في معركة الاقتصاد الكبرى؟

لا تزال النهاية غير محسومة. وبينما تتبادل واشنطن وبكين الضربات في واحدة من أطول الحروب الاقتصادية في العصر الحديث، فإن المسار القادم يعتمد على مدى التنازلات المتبادلة أو صمود كل طرف خلف استراتيجيته. وبين التلويح بالعقوبات، واستعراض القوة الاقتصادية، تبدو معركة الرسوم الجمركية أكبر من مجرد خلاف تجاري، بل معركة هيمنة على قواعد اللعبة الاقتصادية العالمية.