الأحد 20 أبريل 2025 06:38 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

فضيحة تعليمية جديدة تهز مناطق سيطرة الحوثيين: إقالة مسؤولة امتحانات لرفضها تسهيل الغش لقريبة قيادي حوثي

الأحد 20 أبريل 2025 05:37 صـ 22 شوال 1446 هـ
تعبيرية
تعبيرية

في مشهد يعكس مدى العبث والانهيار الذي أصاب المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أقدمت الجماعة على خطوة استفزازية تمثلت بإقالة الأستاذة هيفاء المفتي ، رئيسة مركز امتحانات الطالبات في مدرسة علي بن أبي طالب بمديرية المشنة، بعد أن رفضت بشكل قاطع تسهيل عملية الغش لفائدة قريبة أحد القيادات الحوثية.

تفاصيل الحادثة

وفقًا لمصادر تربوية متطابقة، تعود تفاصيل الحادثة إلى يوم امتحاني شهد حالة غير مسبوقة من التوتر داخل المركز. فقد اقتحم قيادي حوثي برفقة مجموعة من المسلحين المركز الامتحاني، مطالبًا الأستاذة هيفاء المفتي بالسماح لقريبته بالغش أثناء تقديمها الاختبار.

وعندما رفضت المفتي هذا الطلب بشكل صارم، مستندة إلى مبادئ النزاهة الأكاديمية وأخلاقيات المهنة التربوية، رد القيادي بتهديد مباشر بالإطاحة بها من منصبها.

لم ينتهِ الأمر عند حد التهديد، بل نُفذ القرار بسرعة قياسية، حيث أصدرت المليشيا قرارًا بإقالة الأستاذة المفتي خلال ساعات فقط من الحادثة، وجرى تعيين بديلة عنها في اليوم التالي مباشرة، في خطوة تؤكد استهتار الجماعة بكل القيم المهنية والأخلاقية التي يجب أن تحكم العملية التعليمية.

غضب واسع في الأوساط التربوية

قرار الإقالة أثار موجة غضب عارمة في الأوساط التربوية والتعليمية، حيث اعتبره ناشطون ومربون "ضربة قاضية لما تبقى من هيبة التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين". وأكد العديد من المعلمين والمعلمات أن هذه الحادثة ليست سوى حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف تدمير النظام التعليمي واستبداله بنظام فاسد يعتمد على المحسوبية والمحاباة.

وأشارت المصادر إلى تصاعد عمليات الغش الجماعي المنظمة التي ترعاها قيادات حوثية خلال امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، حيث يتم تسخير الإمكانيات والإرهاب النفسي لتحقيق نجاحات وهمية لأبناء وذوي القيادات على حساب الطلاب الآخرين الذين يعتمدون على جهودهم الذاتية.

ظاهرة منتشرة أم حالة فردية؟

مصادر محلية أكدت أن ما تعرضت له الأستاذة هيفاء المفتي ليس حالة فردية أو استثنائية، بل يأتي ضمن سلسلة متواصلة من الاعتداءات والتدخلات الممنهجة في العملية التعليمية. وتقول المصادر إن هناك نهجًا واضحًا تتبعه المليشيا لتوفير فرص نجاح مضمونة لأبنائها وأقربائها عبر تسهيل الغش أو حتى كتابة الإجابات لهم بشكل مباشر.

وفي هذا السياق، كشفت تقارير حقوقية عن شكاوى متكررة من قبل معلمين وإداريين تعرضوا لضغوط شديدة بل وعقوبات مباشرة بسبب رفضهم الانصياع لمطالب قيادات المليشيا بتسهيل الغش أو التلاعب بالنتائج. ويبدو أن مثل هذه الممارسات أصبحت سياسة رسمية لدى الجماعة، التي تسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية وسياسية على حساب مستقبل الأجيال.

انهيار التعليم تحت قبضة الحوثي

الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على الواقع الكارثي الذي وصلت إليه المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث باتت المدارس والجامعات ساحة للصراعات السياسية والشخصية بدلاً من أن تكون مراكز للتعلم والتطوير. كما أن استمرار هذه الممارسات يعزز الفجوة بين الطلاب القادرين على تحقيق النجاح بفضل جهودهم الشخصية وبين أولئك الذين يحصلون على نتائجهم عبر الوسائل غير المشروعة.

ويرى مراقبون أن هذه السياسات لن تؤدي فقط إلى انهيار التعليم، بل ستترك آثارًا سلبية عميقة على المجتمع اليمني بأسره، حيث ستفقد الأجيال القادمة الثقة في مؤسساتهم التعليمية، وسيتمدد الفساد ليصبح ثقافة سائدة في مختلف القطاعات.

نداءات لإيقاف الانهيار

في ظل هذا الواقع المرير، دعا ناشطون ومربون إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام التعليمي في اليمن، مؤكدين أن استمرار الصمت على هذه الممارسات يعني القبول بتدمير مستقبل الأجيال القادم

كما طالبت الجهات الحقوقية المحلية والدولية بتوثيق هذه الانتهاكات وفضحها أمام الرأي العام العالمي، في محاولة للضغط على الجماعة الحوثية لوقف تجاوزاتها المستمرة في مختلف المجالات، وخاصة التعليم.

يبدو أن التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين يسير نحو نقطة اللاعودة، ما لم يتم التدخل بشكل عاجل لوضع حد لهذه الممارسات الفاسدة التي تهدد مستقبل اليمن بأكمله.