الأحد 20 أبريل 2025 07:18 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

تحليل صادم للوضع في اليمن: الحرب ”معلقة في الهواء” والحديدة على صفيح ساخن

الأحد 20 أبريل 2025 05:37 صـ 22 شوال 1446 هـ
قصف -ارشيفية-
قصف -ارشيفية-

في تحليل معمق وصادم يعكس تعقيدات المشهد اليمني، كشف الصحفي البارز سمير رشاد اليوسفي عن أبعاد الأزمة المستمرة في البلاد، مؤكداً أن الحرب لم تصل بعد إلى نقطة الحسم، بل باتت "معلقة في الهواء"، بينما تتزايد التكهنات حول مصير مدينة الحديدة الاستراتيجية والمواجهات العسكرية المحتملة.

وقال اليوسفي في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي ، إن الحديث المتزايد عن الحديدة وكأنها على عتبة التحرير يخفي واقعاً أكثر تعقيداً.

وأضاف: "الجميع يتحدث عن الحديدة وكأنها على عتبة التحرير، لكن الحقيقة أبسط وأعمق.. المشهد معقد، والحسابات كثيرة، والقرار ليس سهلاً".

الحوثيون: جزء من التوازنات الإقليمية والدولية

أشار اليوسفي إلى أن الحوثيين لم يعودوا مجرد جماعة مسلحة محلية تعمل داخل حدود اليمن، بل تحولوا إلى "جزء من توازنات إقليمية ودولية"، مما يجعل المواجهة معهم أكثر تعقيداً واستنزافاً.

وأوضح أن القوى المناهضة للحوثيين تدرك أن المعركة ضد الجماعة لا يمكن أن تُختزل في استخدام السلاح فقط، لأنها أصبحت "حلقة في صراع دولي أوسع".

وأضاف: "القوى المناهضة لهم تدرك أن المعركة تتطلب أكثر من السلاح وحده.. إنها مواجهة لم تعد محلية، بل حلقة في صراع دولي أوسع".

هذا التصريح يعكس مدى التشابك بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية في الأزمة اليمنية، حيث باتت كل خطوة عسكرية أو سياسية تخضع لاعتبارات جيوسياسية معقدة.

دعوة إلى تشكيل "تحالف دولي"

في ظل هذه التعقيدات، دعا اليوسفي إلى ضرورة تشكيل "تحالف دولي" على غرار التجربة التي أدت إلى إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" في العراق.

وأكد أن الدعم العالمي يجب أن يكون جزءاً أساسياً من استراتيجية واضحة لإعادة التوازن إلى اليمن. وقال: "لا نطلب من العالم أن يحارب عنا، بل أن يدرك أن استقرار اليمن هو جزء من استقرار المنطقة والعالم".

هذه الدعوة تأتي في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على الحوثيين، خاصة بعد تصاعد تهديداتهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي خطاً أحمر قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وعسكرية كبيرة.

تحذير من الحلول المؤقتة

حذر اليوسفي من أن الوقت لا ينتظر، وأن اليمن لا يحتمل مزيداً من التأجيل أو الحلول المؤقتة التي اعتادت عليها الأطراف السياسية والمحلية طوال السنوات الماضية.

وتساءل: "السؤال اليوم ليس هل نذهب إلى معركة، بل هل نملك الغطاء الذي يجعلها حاسمة هذه المرة؟".

هذا التساؤل يعكس حالة من الشك وعدم اليقين بشأن القدرة على تحقيق انتصار حقيقي ومستدام في ظل غياب استراتيجية واضحة ودعم دولي قوي.

فالتجارب السابقة أثبتت أن الحلول العسكرية الجزئية أو السياسات المؤقتة لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التعقيدات والإطالة في أمد الأزمة.

تصعيد متزايد على الساحة اليمنية

تأتي تصريحات اليوسفي في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تصعيداً متزايداً، حيث تركز القوى الدولية بشكل خاص على التهديدات التي يشكلها الحوثيون للملاحة البحرية، بينما تظل المعركة على الأرض في حالة جمود نسبي.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية، فإن الوصول إلى حل سياسي شامل يبدو بعيد المنال في ظل استمرار الانقسامات العميقة بين الأطراف المختلفة.

يبدو أن الأزمة اليمنية تدخل مرحلة جديدة من التوتر والتعقيد، حيث تتقاطع المصالح المحلية مع الإقليمية والدولية في مشهد يصعب فك شفرته.

وبينما تتصاعد التكهنات حول مصير الحديدة والمواجهة المقبلة، يبقى السؤال الأهم هو: هل سيتم تشكيل تحالف دولي قادر على تقديم دعم حقيقي لتحقيق استقرار دائم في اليمن؟ أم أن البلاد ستظل أسيرة لصراعاتها الداخلية وتدخلات الخارج؟