قبل جولة جديدة.. طهران ترفض نقل اليورانيوم وموسكو تصمت

بينما تترقب الأطراف استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، رفض الكرملين التعليق على إمكانية استقبال روسيا لمخزونات إيران من اليورانيوم المخصب في إطار اتفاق نووي محتمل.
وخلال مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، تجنّب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت موسكو مستعدة لتسلم احتياطي إيران من اليورانيوم، أو ما إذا تم بحث هذا الموضوع مع طهران، مكتفيًا بالقول: "سأترك هذا السؤال دون تعليق"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
ويأتي ذلك بعد تقارير إعلامية أشارت إلى أن إيران من المرجح أن ترفض مقترحًا أميركيًا يقضي بنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، مثل روسيا، كجزء من اتفاق مستقبلي مع واشنطن يهدف إلى تقليص برنامجها النووي، وفق ما أوردته صحيفة "الغارديان".
وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة العمانية مسقط، يوم السبت 12 أبريل، حيث جرت محادثات غير مباشرة بوساطة عمانية، ووصفت بأنها إيجابية وبنّاءة.
وتُعقد الجولة الثانية من هذه المحادثات، السبت القادم، أيضًا في سلطنة عمان، بحسب ما أكده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، رغم إعلان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في وقت سابق، أن اللقاء سيجري في روما.
ومن المنتظر أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موسكو خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن.
في سياق متصل، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس، انزعاجه من بطء تقدم المحادثات مع إيران، وقال خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلي: "أعتقد أنهم يماطلوننا".
كما لمّح ترامب إلى احتمال اللجوء للخيار العسكري إذا لم تُفضِ المفاوضات إلى نتيجة، مشيرًا إلى إمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وكان ترامب قد انسحب عام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي الذي أُبرم في عام 2015، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران. واستمرت طهران في الالتزام بالاتفاق لمدة عام، قبل أن تبدأ بالتراجع عن بعض بنوده. وقد وصف ترامب الاتفاق حينها بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه"، في إشارة إلى الاتفاق الذي وُقع خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وفي تقريرها الصادر في فبراير 2025، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك 274.8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تتجاوز بكثير الحد المسموح به في اتفاق 2015 والبالغ 3.67%، مما يقرّب طهران من مستوى التخصيب اللازم لإنتاج سلاح نووي، والمقدر بـ90%.