تودده لـ ترامب لم يحميه.. مؤسس فيس بوك أمام القضاء .. ومهدد بفقدان أنستجرام وواتساب
يواجه الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربرج، اتهامات بإساءة استخدام قوته السوقية للاستحواذ على تطبيقي إنستجرام وواتساب، قبل أن يتحولا إلى منافسين.
وأدلي مارك زوكربرج، أمس الإثنين، بإفادته أمام المحكمة ، في "محاكمة تاريخية" لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة.
وتعد محاكمة ميتا هي واحدة من خمس دعاوى كبيرة لمكافحة الاحتكار أطلقتها الإدارة الأمريكية في ميدان التكنولوجيا. ففي أغسطس، أدينت جوجل باستغلال وضعها المهيمن في عمليات البحث عبر الإنترنت، في حين تخضع آبل وأمازون لملاحقات بدورهما.
و بددت المحاكمة، آمال عملاق منصات التواصل ، في أن توقف الحكومة تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار ضد شركات التكنولوجيا الكبرى مع عودة صديقه دونالد ترامب إلى الحكم.
وكانت لجنة التجارة الفيدرالية "إف تي سي"، وهي وكالة حماية المستهلك في الولايات المتحدة، قد رفعت القضية التي قد تؤدي إلى إجبار مالك فيس بوك على التخلص من إنستجرام وواتساب، اللذين تحولا إلى قوتين عالميتين منذ شرائهما.
وقدمت الشكوى ، قبل خمس سنوات أثناء ولاية ترامب الرئاسية الأولى، وتتهم السلطات الأمريكية المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرّا لها، بشراء التطبيقين لسحب البساط من تحت أقدام منافسين محتملين.
وكان مارك زوكربرج، قد كثف من مبادراته لكسب ودّ ترامب منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية في نوفمبر، . وعيّن حلفاء للجمهوريين في مناصب بارزة في "ميتا"، وبادر إلى تليين قواعد ضبط المحتوى وقدّم مساهمات مالية. وزار في الآونة الأخيرة البيت الأبيض في مسعى لإقناع الإدارة بالتوصل إلى تسوية بالتراضي.
و صرّح محامي لجنة التجارة الفيدرالية ، دانيال ماثيسون ، في مرافعته الافتتاحية أمام المحكمة، أ، مارك زوكربرج قرر أن المنافسة صعبة جدا وسيكون من الأسهل شراء منافسيه بدلا من التنافس معهم.
في المقابل، ردّ محامي شركة ميتا مارك هانسن بأن "عمليات الاستحواذ بهدف تحسين وتنمية شركة" ليست أمرا غير قانوني في الولايات المتحدة، وهذا ما فعلته شركة ميتا، التي كانت تُعرف آنذاك باسم فيس بوك.
وتسعى الوكالة إلى إثبات أن ميتا التي كانت حينذاك فيس بوك استغلّت موقعها المهيمن لشراء إنستجرام سنة 2012 في مقابل مليار دولار وواتساب في 2014 في مقابل 19 مليارا.
وترتكز هذه القضيّة على تعريف ماهية السوق. وبالنسبة إلى وكالة حماية المستهلكين، "دأبت ميتا لأكثر من عقد في الولايات المتحدة على احتكار خدمات التواصل الاجتماعي الشخصية" التي تسمح بالبقاء على اتصال بالعائلة والأصدقاء.
لكن ميتا ،تدحض هذا الطرح وتؤكد أن "اختلاف هذه الخدمات ببعض نواحيها، عن تطبيقات ميتا كاف ليثبت أن أكبر المنافسين يبتكرون أدوات وخاصيات لكسب اهتمام المستخدمين".
وستسعى الوكالة خلال المحاكمة الممتدّة على ثمانية أسابيع إلى أن تثبت أن احتكار ميتا انعكس تدهورا في الخدمات التي اضطر مستخدموها لتحمّل الكثير من الإعلانات والتغييرات الشديدة الوطأة. وتنوي أيضا استعراض سلسلة من الرسائل الإلكترونية لزوكربرج لدعم حججها.
وكان مؤسس فيس بوك كتب قبل شراء إنستجرام أن "الأثر المحتمل لإنستجرام مهول بالفعل، لذا علينا أن ننظر في احتمال دفع أموال كثيرة".
وينوي وكلاء الدفاع عن ميتا التركيز على الاستثمارات الطائلة التي حوّلت التطبيقين الناشئين إلى شركات ضخمة، مع الإشارة إلى أن هيئة "إف تي سي" وافقت على صفقتي الشراء وينبغي ألا يسمح لها بالعودة عن قرارها.