مقتل اثنين من قيادات مليشيا الحوثي الميدانية وتشييع جثامينهم في صنعاء

أقرت مليشيا الحوثي، المدعومة من النظام الإيراني والمصنفة دولياً على قوائم الإرهاب، اليوم الأحد، مصرع اثنين من قياداتها الميدانية، وذلك خلال مراسم تشييع أقيمت في العاصمة اليمنية صنعاء التي ترزح تحت سيطرة الجماعة منذ سنوات.
ولم تفصح المصادر الحوثية عن مكان وزمان مقتل القياديين، مما يثير تساؤلات حول طبيعة العمليات التي أدت إلى سقوطهما.
إعلام المليشيات يعلن التشيع دون توضيح الملابسات
ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام التابعة لمليشيا الحوثي، فقد شهدت العاصمة صنعاء اليوم تشييع جثامين اثنين من مقاتليها، أحدهما ينتحل رتبة ضابط برتبة "مقدم".
وأشارت التقارير إلى أن الصريع الأول يدعى "محمد علي الورد"، وهو من أبناء مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء. أما الصريع الثاني، فكان يُدعى "شايف محمد صالح الربوعي"، وهو من أبناء قرية شوبان التابعة لعزلة السحامية في مديرية الطيال.
ورغم إعلان المليشيات عن التشيع، إلا أنها لم تقدم أي تفاصيل بشأن المكان أو الزمان الذي قُتل فيه هذان المقاتلان، ما يعكس سياسة الغموض التي تتبعها الجماعة عادة لإخفاء خسائرها البشرية عن الرأي العام.
تصاعد الخسائر في صفوف الحوثيين
يأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد فقط من إقرار مليشيا الحوثي بمصرع ثلاثة من مقاتليها في اشتباكات مع القوات الحكومية اليمنية، والتي وقعت في مواقع مجهولة.
ويبدو أن هذه الخسائر المتلاحقة تعكس استمرار الضغط العسكري الكبير الذي تتعرض له الجماعة في مختلف الجبهات، لا سيما مع تصاعد العمليات العسكرية التي تقودها امريكا في قصف لمناطق سيطرة الحوثيين .
إخفاء الحقائق وتسويق الخسائر
تعمد مليشيا الحوثي إلى التكتم على تفاصيل العمليات العسكرية التي تتكبد فيها خسائر بشرية كبيرة، حيث تلجأ إلى إخفاء أماكن وزمان المعارك، وتكتفي بالإعلان عن مصرع قياداتها أو مقاتليها بعد أيام أو حتى أسابيع من وقوع الحادثة.
كما تستخدم الجماعة وسائل الإعلام التابعة لها لتسويق تلك الخسائر على أنها "شهداء" سقطوا في مواجهات مع "قوى العدوان"، في محاولة منها لتجنيد المزيد من الشباب وتعويض النقص في صفوفها.
السياق الأوسع للصراع
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب المستعرة في اليمن منذ عام 2015، والتي تحولت إلى واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم.
وعلى الرغم من الجهود الدولية لتحقيق السلام، لا تزال مليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها ضد الشعب اليمني، مستغلة الدعم الإيراني في تمويل عملياتها العسكرية وتعزيز قبضتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها.
رسالة ضمنية للرأي العام
مصادر محلية تشير إلى أن إقدام مليشيا الحوثي على تشييع قياداتها بهذه الطريقة قد يكون رسالة ضمنية للرأي العام المحلي بأنها ما زالت قادرة على الحشد والتعبئة، رغم الخسائر الفادحة التي تتكبدها.
إلا أن هذه المحاولات قد تفشل في ظل تنامي الوعي الشعبي بجرائم الجماعة وارتهانها الكامل للمصالح الإيرانية في المنطقة.
تظل الخسائر البشرية في صفوف مليشيا الحوثي مؤشراً واضحاً على تراجع قدراتها العسكرية، وسط استمرار الضغوط الداخلية والخارجية عليها.
ومع ذلك، فإن استمرار الحرب دون حل سياسي شامل يهدد بتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن، ويضع مستقبل البلاد أمام مصير مجهول.