الثلاثاء 15 أبريل 2025 01:28 مـ 17 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

”مشاهد مروعة تهز اليمن: قوات أمنية تصلب جثة مسلح في شوارع زنجبار”

الإثنين 14 أبريل 2025 01:04 صـ 16 شوال 1446 هـ
قوات امنية
قوات امنية

تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قيام قوات أمنية بصلب شخص متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، وإجباره على الوقوف فوق مدرعة عسكرية والتجول به في شوارع مدينة زنجبار، جنوب اليمن.

وأثار هذا الفيديو جدلاً واسعاً بين النشطاء والمواطنين، حيث أبدى البعض صدمتهم واستنكارهم لهذا التصرف الذي اعتبروه "غير إنساني"، فيما رآه آخرون رسالة ردع تهدف إلى تعزيز الأمن في ظل تصاعد العمليات المسلحة التي تنفذها الجماعات الإرهابية.

تفاصيل الحادثة:

وفقًا لشهادات المواطنين المحليين، فإن الحادثة وقعت بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة في منطقة عتق، مركز محافظة شبوة.

وقال السكان إن العنصر المستهدف كان ينتمي إلى تنظيم القاعدة، وقد قُتل خلال المواجهات المسلحة. وبعد مقتله، قامت القوات الأمنية بنقل جثته إلى مدرعة عسكرية، حيث تم صلبه وعرضه في شوارع مدينة زنجبار أمام المواطنين.

نقل أحد الشهود العيان أن القوات الأمنية كانت تجوب الشوارع الرئيسية بالمدينة، معربًا عن استغرابه من الطريقة التي تم بها التعامل مع الجثة، والتي وصفها بأنها "مشهد مروع وغير مألوف".

وأشار إلى أن هذا التصرف قد يكون رسالة تحذيرية للجماعات الإرهابية، إلا أنه أثار أيضًا حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي الذين رأوا فيه انتهاكًا لكرامة الإنسان حتى بعد الموت.

ردود الأفعال:

أثارت هذه الحادثة موجة غضب وانتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي. فبينما دافع البعض عن القوات الأمنية واعتبروا ما حدث ضرورة لبث الرعب في صفوف التنظيمات الإرهابية، اعتبر آخرون أن هذا السلوك يعد خرقًا للمبادئ الإنسانية والأخلاقية، ويتنافى مع تعاليم الإسلام التي تحث على احترام الموتى وعدم إذلالهم.

وقال أحد الناشطين الحقوقين في تصريح له: "مهما كانت الجرائم التي ارتكبها الشخص، فإنه لا يجوز التعامل مع الجثث بهذه الطريقة المهينة. مثل هذه التصرفات تسيء إلى سمعة القوات الأمنية وتؤدي إلى زيادة الاحتقان المجتمعي".

في المقابل، أكد مصدر أمني -طلب عدم الكشف عن هويته- أن هذا الإجراء جاء ردًا على الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنيين، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو "إظهار قوة الدولة وردع العناصر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة".

السياق العام:

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات الأمنية في محافظة شبوة وزنجبار، حيث تشهد المنطقة مواجهات متكررة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وداعش.

وتشير التقارير الأمنية إلى أن هذه التنظيمات تستغل الفوضى السياسية والأمنية في البلاد لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.

وقد حذرت المنظمات الحقوقية الدولية مرارًا من استخدام أساليب العنف أو الإذلال كوسائل لمواجهة الإرهاب، مؤكدة أن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في البلاد.

ختامًا:

تظل قضية التعامل مع الجثث والموتى واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمعات الإنسانية، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها اليمن.

وبينما تسعى السلطات الأمنية إلى تعزيز الأمن وحماية المواطنين، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الردع والحزم من جهة، والالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاقية من جهة أخرى.


حتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومة اليمنية أو الجهات المعنية حول هذا الحادث، لكنه بلا شك سيترك بصمة قوية في النقاشات المحلية والدولية حول حقوق الإنسان وأخلاقيات العمل الأمني في ظل الأزمات المستمرة.