الثلاثاء 15 أبريل 2025 07:42 صـ 17 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

جدل في مصر بعد مقال لـ مفكر كبير يقترح فيه عودة لقب ” الباشا” مقابل تبرعات لصالح الدولة

السبت 12 أبريل 2025 12:55 مـ 14 شوال 1446 هـ
أسامة الغزالي حرب
أسامة الغزالي حرب

بينما المصريون علي بعد ثلاثة أشهر ، من الاحتفال بمرور 73 عاما علي ثورة 23 يوليو، التي قادها مجموعة من الضباط الشباب، والتي كان من أهدافها القطاع علي الإقطاع وأعوانه ، ومن أولي قراراتها كانت إلغاء الألقاب

إلا أن مفكرا مصريا مرموقا فاجأ القراء باقتراح غريب نشره في مقالة بجريدة الأهرام الأقدم والأعرق في مصر، وصاحبة المكانة البارزة في العالم العربي والعالم أجمع

في مقاله الغريب، دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب، المفكر السياسي، إلى إعادة إحياء الألقاب المدنية في مصر، وعلى رأسها لقب «الباشا»، لكن بصيغة جديدة، تتماشى -حسبما قال- مع متغيرات الواقعين الاقتصادي والاجتماعي.

و اقترح أسامة الغزالي حرب ، منح ألقاب تشريفية لمجموعة من رجال الأعمال، مقابل مساهمات مالية كبيرة يقدمها الأثرياء لصالح الدولة.

واقترح الغزالي عودة منظمة لهذه الألقاب، من خلال إنشاء هيئة متخصصة تتولى الترشيحات وفق معايير صارمة، ثم تُعرض على البرلمان للموافقة. مشيرا إلي أن هذه المبادرة يمكن أن تسهم في تحفيز أصحاب الثروات الكبيرة على المساهمة في الحياة العامة والتنمية.

وضرب الغزالي حرب، مثالًا بقائمة رمزية لأسماء يراها مؤهلة للحصول على هذه الألقاب في حال اعتماد النظام، مثل: نجيب باشا ساويرس، وطلعت باشا مصطفى، ومحمد باشا أبوالعينين، ومنير فخري باشا عبدالنور، وناصف باشا ساويرس، وغيرهم من رجال الأعمال المعروفين

الجدير بالذكر ، أن لقب «الباشا» كان عنوانًا للهيبة والمكانة الاجتماعية والسياسية في مصر لقرابة قرن ونصف، من عهد محمد على باشا ،و كان يمنح لكبار رجال الدولة والأعيان والموظفين البارزين كنوع من التكريم والامتياز، وكان منحه بداية من الباب العالي العثماني، ثم انتقل الحق إلى سلطان مصر بعد فرض الحماية البريطانية عام 1914، ثم إلى الملك بعد إعلان المملكة عام 1922.

وفي عام 1923 ، صدر الأمر الملكي في عهد الملك فؤاد الأول، نظم فيه منح الألقاب والتكريمات. وتم تقسيم الرتب المدنية إلى خمس درجات، منها: «الرياسة» لرؤساء الحكومة بلقب «حضرة صاحب الدولة»، و«الامتياز» للوزراء بلقب «حضرة صاحب المعالي»، و«الباشوية» لكبار الأعيان والموظفين ممن تجاوزت رواتبهم 1800 جنيه، ودرجتا «البكوية» لمن راوحت رواتبهم بين 800 و1200 جنيه أو قدموا خدمات جليلة للدولة.

وبعد ثورة 23 يوليو 1952، أُلغي رسميًا هذا النظام بموجب القرار رقم 68 لسنة 1952، ضمن جهود الدولة للقضاء على الطبقية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وقد أثار مقال الكاتب الكبير، أسامة الغزالي حرب ، حالة من الجدل بين المصريين،وتراوحت ردود الأفعال بين الغضب الشديد، من أن مفكرا مرموقا بحجم أسامة الغزالي حرب يقترح هذا الاقتراح العجيب، ولم يخلوا الأمر كعادة المصريين من السخرية الشديدة من هذا الاقتراح، خاصة وأن لقب باشا أصبح يطلق علي أصغر أمين شرطة في أصغر قسم شرطة في مصر

وننشر نص المقال الذي أثار موجة الانتقادادت بين مثقي مصر

«باشوات»..هى- كما نعلم- جمع كلمة «باشا»، وهى اللقب المدنى الأرفع الذى كان شائعا فى العصر الملكى، الذى أنهته ثورة يوليو 1952، والتى ألغت الألقاب المدنية: أفندى، وبك، وباشا. غير أننا نعلم جميعا، أننا اعتدنا نحن المصريين أن نستمر فى استخدام هذه الألفاظ فى معاملاتنا اليومية على نحو غير منضبط، وقد يختلط فيه الجد بالهزل!

غير أننى اليوم- وقد «بلغت من الكبر عتيا»- حيث أقترب من استكمال العام الثامن والسبعين من عمرى، إذا شاء الله -أعتقد أن هذا الإلغاء للرتب المدنية لم يكن خيرا كله! فهو ينطوى أولا على تكريم مستحق لبعض الأشخاص من ذوى المكانة العامة المستحقة. فلاتزال هذه الألقاب موجودة فى بريطانيا..، ويحمل د. مجدى يعقوب لقب «فارس» وسير الذى منح إليه من الملكة اليزابيث الثانية فى عام 1991..؟

ما الذى يمنع من عودة منظمة ومدروسة لألقاب مدنية تمنح على أساس موضوعى، صارم ومنضبط ومدروس، يقترح من هيئة متخصصة رفيعة المستوى، ويوافق عليه البرلمان. على أن تمنح لمن يقومون بأعمال جليلة، ذات قيمة عالية وعالمية، فى ميادين الثقافة والصناعة والزراعة..؟ فيكون لدينا نجيب باشا ساويرس، وطلعت باشا مصطفى، ومحمد باشا أبوالعينين، ومنير فخرى باشا عبدالنور، ومنير باشا غبور، وطارق باشا نور، وناصف باشا ساويرس وهشام طلعت مصطفى باشا وياسين منصور باشا وأحمد باشا أبوهشيمة...إلخ من أسماء شائعة لمليارديرات مصر.

إننى أعتقد جادا..، أن مثل هذا العمل سوف يجعل مئات ومئات من الأثرياء، فى العديد من الأنشطة الاقتصادية، غير المعروفين، أوالذين يحرصون على العمل بهدوء، سوف تغريهم تلك المكانة الاجتماعية المرموقة والمعترف بها، وسيظهرون للحياة العامة، ويسهمون فيها على نحو يختلف جذريا عما هو قائم الآن، لأن المجتمع المصرى أغنى- فى يقينى- من الدولة المصرية !ذلك اقتراح متواضع من السيد أسامة أفندى الغزالى حرب!"