الأحد 13 أبريل 2025 06:43 مـ 15 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

صراع الأجنحة يشتعل.. تصفية قيادات حوثية بارزة في صنعاء

السبت 12 أبريل 2025 02:05 صـ 14 شوال 1446 هـ
السقاف حارس المشاط
السقاف حارس المشاط

في تطور خطير يكشف حجم الانقسامات والصراعات الداخلية المتصاعدة داخل مليشيا الحوثي، تتكشف تفاصيل جديدة حول مقتل القيادي الأمني البارز عبدالملك عبدالباري السقاف، المعروف بـ"أبو مطهر"، في ظروف غامضة، أثناء وجوده بأحد معسكرات وحدة الصواريخ التابعة للجماعة.

اغتيال قيادي بارز

مصادر محلية مطلعة أكدت أن السقاف، الذي كان يُعتبر أحد أبرز رجال الظل في الدائرة الأمنية الخاصة برئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، لقي حتفه بشكل مفاجئ في حادثة أثارت تساؤلات واسعة.

القيادي الحوثي كان قد تم نقله مؤخراً من مهامه السابقة في حماية الشخصيات القيادية إلى وحدة الصواريخ، وهي الخطوة التي اعتبرها البعض تحضيراً لتقليص نفوذه داخل الجماعة.

ومع ذلك، جاءت وفاته بعد فترة قصيرة من هذا النقل، مما زاد من الشكوك حول طبيعة الحادثة. الجماعة الحوثية التزمت حتى الآن الصمت الرسمي ولم تصدر أي بيان يوضح تفاصيل مقتله أو الظروف المحيطة به، وهو ما فتح الباب أمام العديد من التكهنات حول دوافع هذه الجريمة.

سلسلة جرائم متتالية

حادثة اغتيال السقاف لم تكن الأولى من نوعها خلال الأيام الأخيرة. فقبل يومين فقط، عُثر على جثة العميد يحيى المؤيدي، المستشار الأمني السابق لمحافظة صنعاء، مذبوحاً داخل سيارته في حي الجراف بالعاصمة صنعاء.

كما شهدت ذات الفترة مقتل فتاتين تنتميان لجهاز "الزينبيات"، التابع للحوثيين، في حي حدة، حيث تم تصفيتهما بواسطة سلاح كاتم للصوت.

هذه العمليات المتتالية، التي بدت منسقة واحترافية، أثارت موجة من القلق داخل صفوف الجماعة الحوثية، خاصة وأنها تأتي في ظل تصاعد التوترات بين أجنحتها المختلفة.

مصادر مقربة من الجماعة رجّحت أن تكون هذه العمليات جزءاً من حملة تصفيات داخلية ممنهجة، تهدف إلى إحكام السيطرة وإقصاء الخصوم.

صراع الأجنحة داخل الجماعة

تشير التحليلات إلى أن هذه التطورات تعكس صراعاً مريراً بين أجنحة الجماعة، وخاصة بين جناح صعدة وجناح صنعاء.

جناح صعدة، الذي يتزعمه قيادات بارزة مثل عبد الملك الحوثي وأقربائه، يسعى لإحكام قبضته على القرار الأمني والسياسي داخل الجماعة، بينما يواجه مقاومة مستمرة من جناح صنعاء، الذي يضم شخصيات كانت تعمل سابقاً ضمن النظام الجمهوري اليمني.

مصادر مطلعة أكدت أن جناح صعدة بدأ في تنفيذ عمليات تصفيات تستهدف خصومه التقليديين داخل التنظيم، مستغلاً غطاء العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد الجماعة، والتي استهدفت مواقع متفرقة في صنعاء وصعدة.

هذه العمليات الخارجية قد تكون وفرت ذريعة للقيام بتصفية الحسابات الداخلية، تحت مزاعم الاستهداف الخارجي أو التجسس.

ردود فعل واستنكار

جريمة اغتيال السقاف والعمليات الأخرى المرتبطة بها أثارت حالة من الغليان داخل أوساط الجماعة الحوثية، حيث بدأت بعض القيادات في التعبير عن استيائها بشكل غير مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الجماعة، إلا أن المعلومات تتسرب تدريجياً، مما يزيد من الضغوط الداخلية على قيادة الجماعة.

من جانب آخر، يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خاصة إذا استمرت عمليات التصفية دون مساءلة أو محاسبة.

كما أن هذه الصراعات قد تؤثر سلباً على قدرة الجماعة في مواجهة التحديات الخارجية، بما في ذلك العمليات العسكرية التي تستهدفها.

مستقبل مليشيا الحوثي

في الوقت الذي تحاول فيه الجماعة الحوثية التصدي للضغوط الدولية والمحلية، يبدو أن الانقسامات الداخلية قد تكون أكبر تهديد لها. الصراعات بين الأجنحة المختلفة قد تؤدي إلى انهيار هيكلية الجماعة أو تقسيمها إلى كيانات صغيرة، وهو ما يمكن أن يغير مسار الصراع في اليمن بشكل كبير.

وفي ظل غياب أي بوادر لحل سياسي للأزمة اليمنية، يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من الفوضى والعنف، حيث تتحول الجماعة الحوثية نفسها إلى ساحة معركة بين أجنحتها المتناحرة.

موضوعات متعلقة