مليشيا الحوثي تفرض طوقًا أمنيًا مشددًا على المستشفى العسكري بصنعاء بعد غارات أمريكية تستهدف مواقعها

في تطور لافت يعكس حجم الخسائر التي منيت بها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، أكد سكان محليون في العاصمة اليمنية صنعاء أن المليشيا فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على المستشفى العسكري وسط المدينة، عقب تعرض مواقع عسكرية وأهداف استراتيجية للمليشيا لقصف أمريكي خلال الساعات الماضية.
ووفقًا لمصادر محلية، شوهدت تعزيزات أمنية كثيفة في محيط المستشفى العسكري، حيث تم نشر عدد كبير من المسلحين الحوثيين الذين قاموا بإغلاق الطرق المؤدية إلى المستشفى ومنع المواطنين والصحفيين من الاقتراب.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات الأمنية جاءت بالتزامن مع وصول سيارات إسعاف تحمل مصابين جراء الغارات الأمريكية التي استهدفت مواقع للمليشيا في العاصمة.
وأكدت المصادر أن هناك مؤشرات ترجح أن بين المصابين قيادات بارزة وأفرادًا ذوي أهمية كبيرة في صفوف المليشيا، وهو ما دفع الأخيرة إلى تشديد الحراسة حول المستشفى بهدف التعتيم على هوية الضحايا ومنع تسريب أي معلومات تتعلق بطبيعة الإصابات أو أعداد القتلى والجرحى.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن المليشيا تعمدت فرض تكتيم شديد على خسائرها البشرية والمادية الناجمة عن الغارات الأمريكية، وهو نهج تتبعه منذ بدء العمليات العسكرية ضدها.
وتلجأ المليشيا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية مثل إغلاق المستشفيات أمام الجمهور وإخفاء الجرحى في أماكن سرية لتجنب الكشف عن حجم الأضرار التي تلحق بها.
الجدير بالذكر أن الغارات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع حوثية في صنعاء تأتي في إطار الرد على تصعيد المليشيا الإرهابية عبر هجماتها المتكررة على المصالح الدولية والإقليمية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
ويبدو أن هذه الهجمات قد حققت أهدافها في استهداف مواقع استراتيجية للمليشيا، مما أجبرها على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة للتعتيم على حجم الخسائر.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس مدى الضغط الذي تتعرض له مليشيا الحوثي نتيجة الاستهداف المستمر لأهدافها الحيوية، كما تشير إلى تزايد العزلة التي تعيشها المليشيا في ظل الدعم الإيراني الذي يبدو غير كافٍ لحمايتها من الضربات النوعية التي تستهدفها.
وإزاء هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة المليشيا على الاستمرار في تحدي المجتمع الدولي وتجاهلها للجهود السلمية الهادفة إلى إنهاء الحرب في اليمن، خاصة في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية التي باتت تهدد وجودها واستمراريتها.