حقيقة طلب ترامب خروج روسيا لرفع العقوبات عن سوريا

في تطور جديد يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، انتشرت معلومات مفاجئة حول شروط رفع العقوبات التي فرضتها أميركا على سوريا خلال السنوات الماضية. بعد تداول تقارير تفيد بأن واشنطن قد تشترط خروج القوات الروسية من سوريا، كشفت مصادر أميركية تفاصيل غير متوقعة حول الموقف الأميركي من الوجود العسكري الروسي في البلاد. وفي مفاجأة، تبين أن إدارة ترامب لم تطلب من سوريا إخراج القوات الروسية من أراضيها مقابل تخفيف العقوبات.
الانقسام داخل إدارة ترامب بشأن سوريا
أفاد تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" بأن إدارة ترامب تواجه انقسامًا داخليًا بشأن كيفية التعامل مع الوجود العسكري الروسي في سوريا. بعض المسؤولين داخل الحكومة الأميركية، بما في ذلك في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، كانوا قد ناقشوا فرض شروط على الحكومة السورية تشمل إخراج القوات الروسية من القواعد العسكرية في البلاد. لكن وفقًا للمصادر نفسها، لم يكن إخراج القوات الروسية من بين الشروط المطروحة لرفع العقوبات. هذا الجدل حول الموقف الأميركي من روسيا في سوريا يسلط الضوء على التعقيدات التي تواجهها إدارة ترامب في صياغة سياستها تجاه هذا الملف الشائك.
التركيز على الاقتصاد السوري والتخفيف من العقوبات
في المقابل، أوضحت مصادر أخرى أن سوريا تواجه أزمة اقتصادية خانقة بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ سنوات. هذه العقوبات كانت لها تأثيرات مدمرة على الاقتصاد السوري، حيث أضرت بكافة القطاعات الاقتصادية بما في ذلك الأفراد والشركات. في هذا السياق، كشفت التقارير أن الولايات المتحدة قد قدمت شروطًا محددة للتخفيف الجزئي من هذه العقوبات في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط الاقتصادي على حكومة دمشق، دون أن تشمل إبعاد القوات الروسية من البلاد.
الاتصالات المباشرة بين واشنطن ودمشق
يُذكر أن هناك أول اتصال رسمي بين الحكومة السورية وواشنطن منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير 2025. وفي هذا الإطار، أفادت تقارير أن ناتاشا فرانشيسكي، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام وسوريا، قد التقت مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بروكسل، حيث تم تسليم قائمة بالشروط الأميركية لرفع العقوبات عن سوريا. هذا اللقاء كان الأول من نوعه منذ فترة طويلة، وجاء على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في مارس 2025.
المواقف المتباينة في الكونغرس الأميركي
أما داخل الكونغرس الأميركي، فقد برزت مواقف متباينة حول التعامل مع الوجود العسكري الروسي في سوريا. فبينما دعا بعض الأعضاء، مثل النائب جو ويلسون، إلى إزالة القاعدة البحرية الروسية في طرطوس والقاعدة الجوية الروسية في سوريا، تبنى آخرون مثل السيناتور جيم ريش موقفًا أكثر حذرًا، مؤكدين على ضرورة العمل على التقارب مع سوريا بعيدًا عن روسيا والصين وإيران، حيث يعتقدون أن ذلك سيساهم في تقوية موقف الولايات المتحدة في المنطقة.
خلاصة: هل يمكن لسوريا الخروج من قبضة العقوبات؟
على الرغم من الانقسامات الداخلية حول مسألة القوات الروسية، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تسهيلات اقتصادية لسوريا في حال وافقت دمشق على بعض الشروط المتعلقة بالشفافية الاقتصادية وتخفيف النفوذ العسكري الروسي. لكن هذا التقدم المحتمل يظل رهينًا بتطورات الأحداث في المنطقة، ومدى استعداد سوريا لتحقيق بعض التغييرات الجوهرية في سياستها الداخلية والخارجية.