الثلاثاء 8 أبريل 2025 02:07 صـ 10 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

انفجارات تهز جزيرة كمران بعد غارات أمريكية مكثفة

الأحد 6 أبريل 2025 10:00 مـ 8 شوال 1446 هـ
جزيرة كمران
جزيرة كمران

كشفت مصادر محلية وشهود عيان تفاصيل جديدة حول القصف الأمريكي الذي استهدف اليوم جزيرة كمران الواقعة في محافظة الحديدة على البحر الأحمر، شمال غرب اليمن.

وأكدت المصادر أن الغارات الأمريكية جاءت في إطار عمليات عسكرية تستهدف مواقع استراتيجية لجماعة الحوثيين المسلحة، في خطوة قد تعكس تصعيداً محتملاً للتوترات في المنطقة.

التفاصيل الأولى للقصف

وفقًا للمصادر، شنت الطائرات الأمريكية غارات مكثفة استهدفت مواقع وثكنات عسكرية تابعة للحوثيين في الجزيرة، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة أعقبت الهجمات.

وأشارت المصادر إلى أن القصف أسفر عن تدمير بعض المنشآت المستهدفة، دون أن تتضح بعد حجم الخسائر البشرية أو الأضرار الكاملة التي نتجت عن الهجمات.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام مرتبطة بالحوثيين أن الجزيرة تعرضت لسلسلة من الغارات الجوية بلغت 9 غارات خلال يوم واحد؛ إذ شُنت 5 غارات صباح اليوم، تلتها 4 غارات أخرى مساءً.

وأوضحت تلك الوسائل أن الغارات استهدفت مواقع يعتقد أنها تُستخدم لأغراض عسكرية ولوجستية من قبل الجماعة.

أهمية جزيرة كمران

تقع جزيرة كمران عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يُعتبر أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وتعد الجزيرة نقطة استراتيجية بالنسبة للأطراف المتحاربة في اليمن، لا سيما الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من محافظة الحديدة والمناطق المحيطة بها.

وتقول التقارير إن الجزيرة كانت تُستخدم كقاعدة عسكرية ولوجستية من قبل الحوثيين، حيث يتم فيها تخزين الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى استخدامها كموقع لرصد حركة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.

ويبدو أن الغارات الأمريكية تهدف إلى تعطيل هذه القدرات وإضعاف قبضة الحوثيين على المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.

ردود الفعل الأولية

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي بشأن هذه الغارات، ما يثير تساؤلات حول توقيت العملية وأهدافها الدقيقة.

ومع ذلك، يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوترات الإقليمية المرتبطة بالنزاع اليمني، الذي دخل عامه العاشر دون تحقيق تسوية سياسية شاملة.

من جهتهم، أدان الحوثيون الغارات واعتبروها "انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية"، مؤكدين أن مثل هذه العمليات لن تؤدي إلا إلى تصعيد الصراع وزعزعة الاستقرار في المنطقة. كما حذروا من تداعيات هذه الخطوة على الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.

التداعيات المحتملة

يشكل هذا القصف تطوراً مهماً في المشهد اليمني المعقد، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن محاولات دولية لإحياء عملية السلام.

ومع ذلك، فإن استهداف مواقع الحوثيين في منطقة استراتيجية مثل جزيرة كمران قد يؤدي إلى تصعيد جديد، الأمر الذي قد يعقد الجهود الدبلوماسية الجارية.

علاوة على ذلك، فإن التصعيد العسكري في البحر الأحمر قد يؤثر على الملاحة الدولية في المنطقة، خاصة مع اقتراب الجزيرة من مضيق باب المندب الذي يمر عبره نحو 10% من التجارة العالمية.

وبالتالي، فإن أي تصعيد عسكري في هذه المنطقة قد يكون له تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي.

ختاماً

في الوقت الذي تسعى فيه الأطراف الدولية والإقليمية إلى إيجاد حلول للنزاع اليمني، يبدو أن العمليات العسكرية لا تزال تشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الأطراف المتحاربة.

وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، قد تستمر مثل هذه الغارات والهجمات في تأجيج الصراع، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة منذ سنوات.