الإثنين 7 أبريل 2025 07:38 صـ 9 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أتعطلت لغة السلام؟!

الأحد 6 أبريل 2025 09:53 صـ 8 شوال 1446 هـ

نتيجة مواصلة الغارات الأميركية على الأهداف «الحوثية» داخل مناطق سيطرة «جماعة أنصار الله» - الحوثيين شمال اليمن، ابتداءً من منتصف مارس (آذار) 2025، واستمرار بث اليأس في جانب آخر من اليمن على مدار الساعة، عبر منشورات «مثيري» جماهير التواصل الاجتماعي؛ نتيجة هذا، تعطَّلت لغة السلام، وتقلَّصت الآمال والرهانات في تسوية سياسية شاملة على ما يبدو.

وأي حديث صادر عن أي مستوى -أممي أم غير أممي- حول عملية سلمية يمنية يبدو خروجاً على مطلوبِ متفرجين يستسهلون قرع طبول الحرب، وإصدار المطالب على شكل نواهٍ وتوجيهات!

يُقبِل المتفرِّجون على تطورات «اليمننة: الأزمة اليمنية» من كل جانب، حالمين بأن الأمور كلها تصب في صالح منصاتهم التي يتفرجون منها؛ فثمة مَن يراه تعزيزاً لشعبية الجماعة المسلحة لدى الرأي العام الخارجي، ومن يعده مناخاً مواتياً لتحرك قوات الشرعية نحو الداخل، ما دام أنه «بات أقرب من أي وقت مضى»، حسب كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية الدكتور رشاد محمد العليمي عشية عيد الفطر، وبحكم الاستراتيجية المقرة بين أعضاء المجلس -والمحفوظة بدرج مكتب الرئاسة- لعلها، تبلغ المربع الأخير من الصراع انسجاماً مع ما برز من آراءٍ بأن ما يخترق سماوات اليمن إلى أراضيه يُمثل «فرصة أخيرة» ينبغي اهتبالها أو اغتنامها أو انتهازها أو اقتناصها... إلخ.

عند كل فرصةٍ تلوح في الأفق اليمني، اعتاد كثيرٌ ترديد وسماع مقولة «إنها الفرصة الأخيرة»، متناسين ما عَلَّمتنا وتُعَلِّمُنا إياه الأزمات اليمنية، سواء كانت قديمة أو جديدة، أن الفرص قد تضيع لكنها لا تنتهي تماماً. دائماً، يمنح الغد فُرصاً أوفر لكل مهتمٍ بمستقبل اليمن، بل إنها أكثر أماناً من المخابئ العميقة وسط الكهوف والمنازل الآمنة المهيأة لاحتماء قادة الحوثيين فراراً من غارات أعضاء «الجروب المصغر الخاص باستهداف الحوثيين» من أميركا على تطبيق «سيغنال».

... في الأوان المحتوم، ستظهر قدرة يمنية خاصة على اهتبال فرص إنهاء الاحتراب والانكباب على بناء السلام بناءً متيناً، متى تمَّت بنجاح عملية تجاوز ما ظهر وما بطن من الانقسام أو المباعدة.

حقّاً... يعلم الله وحده أنّى يكون هذا؛ إنما بعيداً عمن لا يعلم، ثمة من يعمل بصمت على تلبية رغبة اليمنيين في استعادةِ حياتهم الطبيعية، ولكي لا يُنظَر لموطنه باعتباره منطلق تهديد إقليمي ودولي.

بالتوازي مع ما يجري التحضير الهادئ له، ويستوجب التنسيق المحكم حوله من أجل الضغط -ولو عسكرياً- في اتجاه السلام، فإن لغةَ السلامِ -المُعطلة أو المكتومة مؤقتاً- لا تخرس نهائياً... فالمرحلة تفرض على كل الفعاليات اليمنية وغير اليمنية من وسطاء ومسؤولين ومعنيين أمميين وإقليميين ومحليين ألا يكفوا الدعوة والمسعى إلى #السلام_لليمن «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تضمنت بديهية معروفة هي «السلام ليس ضعفاً، بل إنه خيار الأقوياء» الأفضل من التصعيد بكل تأكيد؛ وعليه ينبغي مواصلة خطاب مَن قد «يتذكر أو يخشى»، ويُخفف التباهي بما يخسر من أظافر وأعناق!... وأن يتم الحث على انتهاج سُبُل السلام فعلاً... وتجنيب البلاد والعباد، وكل المحيط، مزيداً من الأضرار.

فمن ذا الذي يدري بأن ثمة عقلاً يمكنه استيعاب الخطاب الموجه إليه لكي يعقل ويفهم لغة السلام، ويستشعر الإحساس بالمسؤولية، ويدرك أنها تتعلق بحماية المواطنين، لا حشدهم أو الجباية من جيوبهم فقط...!

*الشرق الأوسط