الأحد 30 مارس 2025 12:01 مـ 1 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

نهاية مخيفة وكارثية لمواطن سعودي بسبب مجهولين يمنيين

الخميس 27 مارس 2025 03:51 صـ 28 رمضان 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

حب المال غريزة إنسانية، فالمال هو عصب الحياة والرغبة في الحصول على أكبر قدر منه أمر طبيعي لدى كل انسان، لكن كل شيء في هذه الحياة يزيد عن حده ينقلب ضده، فالسكر إذا زاد في الشاي يخربه ويصبح مذاقه غير مستساغ، وكذلك الملح في الطعام إذا كثر وزاد عن حده يحول وجبة الطعام الشهية إلى وجبة يستحيل تناولها، وهذا ينطبق على كل شيء بما فيه المال، ولذلك وضع لنا رسول الله قاعدة رائعة حتى يكون المال نعمة نستفيد منه ولا يتحول إلى نقمة يحول حياتنا إلى جحيم ويصبح وبالا علينا.


ويقول الصحابي الجليل " حَكِيمَ بنَ حِزَامٍ" رَضِيَ اللَّهُ عنْه وأرضاه : سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فأعْطَانِي ثُمَّ قالَ لِي: يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ، بُورِكَ له فيه وَمَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ، لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، وَكانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى" صدق رسول الله .


أفهم أن كثير من اليمنيين يخوضون مغامرات مرعبة من اجل اجتياز الحدود السعودية للوصول إلى أي مدينة في المملكة من أجل الحصول على عمل لتوفير متطلبات الحياة له ولأفراد أسرته، فاليمني وهو يقوم بهذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر يدرك جيدا انه قد يدفع حياته ثمنا لهذه المغامرة، فربما أن أفعى سامة أوحشرة قاتلة تلدغه وتنهي حياته خلال نومه في أحد الأودية أو على رأس جبل، لكنه يدرك ايضا ان عليه أن يقوم بتلك المغامرة، فالبقاء في اليمن يعني معاناته المستمرة هو وكل أفراد عائلته.


الشيء الذي لا أفهمه ولا أستطيع ان استوعبه، لماذا يقوم مواطن سعودي بمغامرة عواقبها كارثية ونهايتها مخيفة، فبالإضافة إلى كون هذه المغامرة مخالفة للقانون وضد الانظمة والقوانين التي اعلنتها وزارة الداخلية السعودية، فهي كذلك مغامرة تقود صاحبها للمهالك والعواقب الوخيمة التي لا تحمد عقباها، والنتيجة انه يمكن ان يدفع سنوات طويلة من عمره وتضيع زهرة شبابه خلف القضبان ، كما ان هناك غرامة قد تصل للمليون وكل هذا من أجل مال يسير لا يستحق المخاطرة والمغامرة، خاصة وأن السعودية توفر لمواطنيها وكذلك للمقيمين فيها كل سبل العيش الكريم والكسب الحلال.


فقد وقع مواطن سعودي في قبضة دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة جازان، لأنه استخدم سيارته لنقل (13) مخالفاً لنظام أمن الحدود من الجنسيتين اليمنية والإثيوبية، وأكد المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمجاهدين أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود للمملكة أو نقلهم داخلها أو يوفر لهم المأوى أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يعرض نفسه لعقوبات تصل إلى السجن مدة (15) سنة، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به.


بالله عليكم هل هناك رجل رشيد يمتلك ذرة من العقل، يمكنه ان يقدم على مغامرة مثل هذه، فحتى إذا نجح فيها فلن يكسب سوى فتات من المال يمكن ان يصرفه في أسبوع او خلال شهر على أكبر تقدير، لكنه وقع في شر أعماله بعد أن سيطر عليه الجشع والطمع لكسب المزيد من المال بطريقة غيرمشروعة، وسيدفع ثمنا باهظا، خاصة وأن هذه الجريمة تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والمخلة بالأمانة وعدم الالتزام بالقوانين التي تطبقها السلطات السعودية.