الثلاثاء 1 أبريل 2025 12:32 مـ 3 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل تأثر الاقتصاد بعدن بمغادرة ابناء الشمال في العيد؟ صحفي يجيب

الأحد 30 مارس 2025 10:14 صـ 1 شوال 1446 هـ
عمال يمنيين
عمال يمنيين

في مداخلة إعلامية لافتة، أثار الإعلامي اليمني المعروف عادل اليافعي قضية اجتماعية واقتصادية ذات أبعاد تاريخية وواقعية، تتعلق بتحولات الحياة اليومية في مدينة عدن خلال فترة الأعياد. وقال اليافعي إن ذكرياته عن عدن في الماضي تشير إلى مشهدين متباينين بين زمن مضى وزمن اليوم، حيث كان قدوم العيد مناسبة تشهد تغييرًا جذريًا في النشاط الاقتصادي للمدينة.

عصر العمالة الشمالية في عدن: ذكريات الماضي

أشار اليافعي إلى أن عدن في الزمن الماضي كانت تعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة من محافظات شمال اليمن، الذين كانوا يعملون في مختلف القطاعات الحيوية، مثل المطاعم والأفران ومحلات الخدمات العامة. وأوضح أن مع دخول موسم العيد، كانت هذه العمالة تغادر عدن جماعيًا لقضاء العطلة مع عائلاتهم وأقاربهم في قراهم ومناطقهم الأصلية، مما يؤدي إلى حالة شبه توقف كامل في الحركة الاقتصادية بالمدينة.

وأكد اليافعي أن تلك الفترة كانت تشكل "تحديًا حقيقيًا" لأهالي عدن، حيث تصبح العديد من الخدمات الأساسية غير متوفرة أو تعمل بنسب ضئيلة للغاية. وأوضح قائلاً: "زمان إذا جاء العيد تصبح عدن متوقفة تقريبًا، فلا أفران تعمل إلا ما ندر، ولا مطاعم مفتوحة، ولا محلات تقدم الخدمات الضرورية. كنا نجد أنفسنا في حيص بيص حتى يعود هؤلاء العمال بعد انتهاء العيد".

التساؤل حول الواقع الحالي: هل تتكرر الصورة اليوم؟

طرح اليافعي تساؤلًا مهمًا حول مدى استمرار هذا الوضع في الوقت الحاضر، متسائلًا: "هل اليوم عدن تتوقف الحركة الاقتصادية فيها مع قدوم العيد عندما يعود العمالة الشمالية إلى الشمال أم لا؟".

وأشار إلى أن هذا السؤال يحمل في طياته أدلة على التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع والاقتصاد في عدن خلال السنوات الأخيرة.

تحولات اقتصادية واجتماعية في عدن

يبدو أن الإجابة على سؤال اليافعي تتطلب النظر إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها عدن في العقود الأخيرة. فمع تغير التركيبة السكانية للمدينة وتراجع دور العمالة الشمالية الوافدة نتيجة للظروف السياسية والأمنية التي مرت بها البلاد، بدأت عمليات إعادة هيكلة سوق العمل. وبرزت كوادر محلية جديدة أصبحت أكثر تكيفًا مع متطلبات السوق اليومية، سواء في قطاع المطاعم أو الأفران أو الخدمات الأخرى.

وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض القطاعات لا تزال تعتمد على العمالة الوافدة، خاصة في الأعمال التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا أو أجورًا أقل. ومع ذلك، فإن التحسن النسبي في البنية التحتية والخدمات، بالإضافة إلى ظهور مبادرات محلية، ساهم في تخفيف حدة التأثير الذي كانت تشهده المدينة في الماضي عند غياب العمالة الموسمية.

رؤية مستقبلية: هل تحتاج عدن إلى استراتيجية اقتصادية جديدة؟

يشير تساؤل اليافعي أيضًا إلى أهمية وضع استراتيجيات اقتصادية شاملة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة. فعدن، باعتبارها مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا، تحتاج إلى بناء قاعدة اقتصادية قوية تعتمد على الكفاءات المحلية والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تضمن استمرارية الخدمات في جميع الأوقات، بما في ذلك المواسم والعطلات.

وفي نهاية حديثه، أكد اليافعي أن التحدي الحقيقي اليوم ليس فقط في توفير الخدمات خلال العيد، وإنما في كيفية بناء اقتصاد مستدام قادر على التعامل مع المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد.

ختامًا: رسالة للمسؤولين والمجتمع

رسالة اليافعي تحمل في طياتها دعوة للتفكير الجاد في مستقبل عدن وضرورة العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها. فمن خلال الاستثمار في الشباب المحلي وتطوير البنية التحتية، يمكن لمدينة عدن أن تستعيد مكانتها كواحدة من أبرز المدن في المنطقة، وتصبح نموذجًا يحتذى به في الاستقرار والتنمية المستدامة.

ختامًا، هل ستظل عدن أسيرة لتلك التحديات القديمة، أم أن المستقبل يحمل لها فرصًا جديدة للتغيير والإصلاح؟