الأحد 23 مارس 2025 08:22 مـ 24 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الوشق المصري المفترس الذي هاجم جنود الجيش الإسرائيلي وفتك بهم على الحدود المصرية.. ما قصته؟

السبت 22 مارس 2025 09:15 مـ 23 رمضان 1446 هـ
وشق
وشق

شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية حالة من الفزع بين جنود الاحتلال الإسرائيلي بعد تعرضهم لهجوم غير متوقع من حيوان الوشق المصري المفترس. ووفقًا لما نشره موقع "Ynet" العبري، فإن مجموعة من الجنود الإسرائيليين فوجئوا بظهور الحيوان أمامهم، حيث قام بمهاجمتهم، مما أسفر عن إصابات متفاوتة.

تفاصيل حادثة الوشق المصري

ذكرت التقارير العبرية أن الواقعة وقعت تحديدًا في منطقة جبل حريف على الحدود بين مصر وإسرائيل، حيث وردت بلاغات تفيد بتعرض الجنود لعضات من حيوان مفترس، مما استدعى تدخل الجهات المختصة. وعلى إثر ذلك، تم استدعاء مفتش المحميات الطبيعية الذي تمكن من اصطياد الحيوان، ليتبين لاحقًا أنه الوشق المصري، حيث نُقل إلى مستشفى متخصص لفحصه والتأكد من حالته.

وفيما زعمت وسائل الإعلام العبرية أن الحيوان تسلل من الجانب المصري، أشار خبراء الحياة البرية إلى أن المنطقة الحدودية الصحراوية تُعد موطنًا طبيعيًا لعدد كبير من الحيوانات، المفترسة وغير المفترسة، ما يجعل احتمال وجود الوشق في المنطقة أمرًا طبيعيًا وليس مستغربًا.

ما هو الوشق المصري؟

يُعرف الوشق المصري بأنه من السنوريات المفترسة متوسطة الحجم، إذ يتراوح طوله بين 60 و130 سنتيمترًا، ويعتمد في صيده على سرعته الفائقة التي قد تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة. وهو حيوان نادر وشديد الشراسة، يفضل العيش في المناطق الجافة والصحراوية، ويتغذى بشكل أساسي على الأرانب البرية والقوارض، لكنه قد يهاجم حيوانات أكبر مثل الغزلان والظباء.

وبحسب الباحث محمد سالمان، معلم الدراسات الاجتماعية من وسط سيناء، فإن الوشق المصري يُعد حلقة وسطى بين القطط والنمور، حيث يتميز بجسمه الرشيق وعضلاته القوية التي تمنحه قدرة هائلة على القفز لمسافات طويلة. وأوضح أن سكان سيناء يعرفون هذا الحيوان جيدًا، حيث يتغذى على الأرانب البرية والثعالب ويفضل العيش في المناطق الجبلية النائية بعيدًا عن التجمعات السكانية.

الحيوانات البرية إلى سيناء

أشار سالمان إلى أن الحياة البرية في سيناء شهدت تغيرات ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث بدأت العديد من الحيوانات النادرة في الظهور مجددًا بسبب قلة النشاط البشري في بعض المناطق. ومن بين هذه الحيوانات: الغزلان، الثعالب، والأرانب البرية، إلى جانب الوشق المصري.

من جانبه، رجّح أحمد وحيد، المصور المتخصص في توثيق الحياة البرية، أن تكون أنثى الوشق وراء الحادثة، مشيرًا إلى أن الوشق نادرًا ما يهاجم البشر إلا في حالات استثنائية، مثل اقترابهم من صغاره. وأضاف أن هذا النوع من القطط البرية يتمتع بمهارات صيد فائقة ويُعد من أشرس السنوريات في المنطقة.

الوشق المصري في التاريخ

يحتل الوشق المصري مكانة بارزة في الحضارة المصرية القديمة، حيث ظهر في العديد من المنحوتات والتماثيل التي تشير إلى دوره في حراسة المقابر الملكية. وتوضح النقوش الأثرية أن المصريين القدماء اعتبروا الوشق محاربًا يحمي الحياة والخلود، حيث كان يُصوَّر وهو يواجه الأفاعي ويقطع رأس الفوضى عند شجرة الإيشد المقدسة.

تساؤلات حول الحادثة

أثارت هذه الواقعة جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون عن كيفية تسلل الحيوان إلى هذه المنطقة، وسط تضارب في الروايات العبرية حول ملابسات الحادث.

وبينما تحاول إسرائيل تصوير الأمر على أنه تهديد أمني، يرى خبراء الحياة البرية أن ظهور الوشق في المنطقة ليس بالأمر المفاجئ، خاصة أنه حيوان مفترس يعيش في بيئات صحراوية مفتوحة، ويتكيف بسهولة مع الظروف الطبيعية القاسية.