السبت 22 مارس 2025 02:43 مـ 23 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

خامنئي يتبرأ من الحوثيين: ”لا نحتاج إلى وكلاء في المنطقة” وسط تصاعد التوترات مع واشنطن

السبت 22 مارس 2025 12:47 صـ 22 رمضان 1446 هـ
خامنئي ووفد حوثي
خامنئي ووفد حوثي

في خطوة لافتة تأتي وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إن طهران لا تحتاج إلى وكلاء للعمل بالنيابة عنها في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أن جماعة الحوثيين في اليمن - التي تعتبر واحدة من أبرز الحلفاء الإقليميين لإيران - "تتصرف بشكل مستقل". جاءت تصريحات خامنئي رداً على التهديدات الأميركية الأخيرة التي حملت إيران المسؤولية عن أي هجمات قد تنفذها جماعة الحوثي.

وتأتي هذه التصريحات بعدما وجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحذيراً صارماً يوم الاثنين، أعلن فيه أن بلاده ستعتبر إيران مسؤولة عن أي أعمال عدائية تقوم بها جماعة الحوثي. وجاء هذا التحذير في ظل توسع الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، حيث تشن أكبر عملية عسكرية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في إطار سعيها لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.

خامنئي ينفي الاتهامات ويؤكد الاستقلالية

خلال كلمته، أكد خامنئي أن إيران لا تعتمد على وكلاء لتحقيق أهدافها السياسية أو الأمنية في المنطقة، مشدداً على أن الجماعات التي تتهمها الدول الغربية بالتحالف مع طهران، مثل الحوثيين، تتصرف بناءً على قراراتها المستقلة. وقال خامنئي: "إنهم يطلقون التهديدات، لكننا لم نبدأ قط مواجهة أو صراعاً مع أحد"، في إشارة واضحة إلى الاتهامات الأميركية المتكررة بأن إيران تقف وراء دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، لم يخفِ خامنئي موقف إيران الحازم تجاه أي استفزازات خارجية، مهدداً بأن أي جهة تفكر في مهاجمة إيران أو التآمر ضدها "ستتلقى صفعات قوية".

وأشار إلى أن طهران لن تتردد في الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لأي عمل عدائي.

التهديد الأميركي وإيران في دائرة الاتهام

تصريحات خامنئي جاءت رداً على تحذيرات ترامب الذي اعتبر أن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي ضد السعودية والإمارات، وكذلك استهداف السفن التجارية في الخليج العربي، تأتي بدعم مباشر من إيران.

وأكد ترامب أن بلاده ستتعامل مع أي هجمات كأنها نفذتها طهران مباشرة، مما يشير إلى احتمالية تصعيد جديد بين الجانبين.

وتتزامن هذه التطورات مع توسيع الولايات المتحدة لعملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، حيث أرسلت قوات ومعدات إضافية إلى المنطقة في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها العسكري وضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب، وهما شريانان حيويان للتجارة العالمية.

كما قامت واشنطن بتعزيز التعاون مع حلفائها الإقليميين، بما في ذلك السعودية والإمارات، لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة.

الحوثيون في قلب العاصفة

جماعة الحوثي، التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014 وتسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، كانت دائمًا في قلب الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية.

وعلى الرغم من نفي إيران المتكرر لتقديم الدعم العسكري المباشر للحوثيين، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن الجماعة تلقت أسلحة متقدمة ومساعدات تقنية من طهران، وهو ما يجعلها محور الخلاف بين إيران والولايات المتحدة.

وقد استخدمت جماعة الحوثي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة لاستهداف البنية التحتية النفطية والمدن السعودية والإماراتية، مما أثار غضب واشنطن وحلفائها في المنطقة.

ومع تصاعد التوترات، يبدو أن الحوثيين أصبحوا ورقة ضغط استراتيجية بالنسبة لإيران في مواجهة الضغوط الأميركية.

إشارات تصعيد أم احتواء؟

يبدو أن تصريحات خامنئي تحمل رسائل متعددة الأبعاد. فمن جهة، يسعى المرشد الإيراني إلى نفي التهم الأميركية بتورط بلاده في دعم الوكلاء، ومن جهة أخرى، يحاول التأكيد على قدرة إيران على الرد بقوة على أي استهداف مباشر.

وفي الوقت نفسه، يعكس موقف خامنئي محاولة لإظهار استقلالية الحلفاء الإقليميين لإيران، مثل الحوثيين، في محاولة لتخفيف الضغوط الدولية عليها.

ومع ذلك، فإن تصاعد الخطاب العدائي بين طهران وواشنطن يزيد من احتمالية حدوث مواجهة مباشرة قد تكون لها تداعيات كبيرة على استقرار المنطقة.

وبينما تواصل إيران نفي الاتهامات الأميركية، يبدو أن العالم ينتظر بحذر لمعرفة ما إذا كانت هذه التصريحات ستؤدي إلى انفراجة أم إلى مزيد من التصعيد.

في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل العلاقات بين الجانبين، خاصة مع استمرار التهديدات المتبادلة والتحركات العسكرية.

ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الدبلوماسية من احتواء الأزمة أم أن المنطقة تتجه نحو مواجهة عسكرية جديدة؟