سرقة المساعدات .. أداة الحوثي للهيمنة

يعاني الشعب اليمني من أوضاع إنسانية قاسية نتيجة الحرب الحوثية العبثية المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية لليمن وتفاقم الأوضاع المعيشية، فضلاً عن تفشي الأزمات الإنسانية وانتشار الفقر والمجاعة والأمراض، ولم تكتفِ ميليشيا الحوثي بهذا القدر من الألم، بل عمدت إلى ارتكاب جريمة حرب أخرى تتمثل في سرقة المساعدات الإنسانية.
وتأكيدًا على ما تم ذكره، نشرت القيادة المركزية الأمريكية بيانًا لها يوم أمس، يؤكد استيلاء ميليشيا الحوثي على مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمية من مستودعاته في محافظة صعدة، والذي يبلغ 2500 طن من السلع المخصصة للمدنيين، وأدان البيان هذا التصرف، مؤكدًا أنه "سيزيد من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى الشعب اليمني".
توضّح هذه الجرائم بأن الميليشيا الحوثية لم تأبه الميليشيا مطلقًا بحاجات الشعب اليمني الذي يواجه الجوع والموت، والذي يعتمد على المساعدات الإغاثية للبقاء على قيد الحياة، فقد خططت لتنفيذ هذه العملية بهدف توزيع المساعدات على أتباعها الموالين فقط،
واستخدامها كأداة للهيمنة على الشعب والضغط عليه للقبول بها.
إن استغلال المساعدات بهذه الطريقة يكشف بوضوح عن نوايا الميليشيا الحقيقية، التي تدعي مقاومة "العدوان" بينما هي في الواقع تقتل أبناء الوطن، وتسرق قوت أطفالهم، وتتركهم يعانون من الجوع والموت، ولن ينسَ أبناء اليمن هذه الجرائم، وسيظل هذا العدوان محفورًا في ذاكرة الشعب حتى يحين اليوم الذي تنال فيه الميليشيا جزاءها.
يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الانتهاكات، لمنع المزيد من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وإلا فستواصل الميليشيا الحوثية ارتكاب هذه الجرائم واستغلال معاناة اليمنيين لتحقيق أهدافها.