• الرئيسية
• المشهد اليمني

في صورة مروعة، انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يرقد يمنيون على الرصيف تحت أحد الجسور في شوارع العاصمة صنعاء، في مشهد يبعث على الحزن والأسى. لا أغطية تحميهم من برد الليل ولا فرش يخفف عنهم قسوة الواقع. هؤلاء المواطنون الذين أصبحت الشوارع ملاذهم الوحيد، يمثلون حال الجوعى والفقراء والمشردين في قلب العاصمة التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

وبينما يكابد هؤلاء اليمنيون الحياة في أقسى صور المعاناة، تبرز عبارة ضخمة على جدار الجسر: "اليمن مقبرة الغزاة"، كتبتها مليشيات الحوثي لتروج لشعاراتها الزائفة. تناقضٌ واضح، إذ حولت هذه المليشيات اليمن إلى مقبرة لأحلام الشعب، بينما يواجه المواطنون شبح الجوع والفقر والدمار في وطنهم.

كتب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، تعليقًا مؤلمًا على هذه الصورة، تابعه "المشهد اليمني"، قائلاً: "تحت الجسر، حيث خطّت مليشيا الحوثي الإرهابية شعارها الكاذب 'اليمن مقبرة الغزاة'، يرقد اليمنيون على الأرصفة ضحايا الفقر والجوع والقهر. جعلوا الوطن مقبرة لأحلام الشعب ومستقبله."

وأكمل الإرياني في بيانه قائلاً: "ملأوا الجدران بالشعارات الزائفة والخطب الجوفاء، بينما يعيش المواطن تحت خط الفقر، محروماً من أبسط حقوقه. يكافح من أجل لقمة العيش، بينما قادة هذه المليشيا يعيشون في النعيم، يبيعون اليمن في سوق الولاء لإيران. الحوثي ليس إلا أداة إيرانية خبيثة، تنفذ أجندة طهران على حساب اليمنيين، يسرقون قوت الشعب لتمويل حروب إيران."

إحدى أكثر الصور تأثيرًا تلك التي أظهرت الفارق الكبير بين الواقع المؤلم للناس وبين الشعارات التي يروج لها الحوثيون. بينما يصرخ اليمنيون بألم، تستمر المليشيات في نهب البلاد وتدمير أحلام المستقبل، وهو ما دفع الإرياني إلى التأكيد على أن الظلم مهما طال، فإن النصر قادم، وأن "اليمن ليس مقبرة للأحرار، بل أرض العزة والكرامة، وسينهض من تحت الركام ليعود وطناً لكل أبنائه".

هذه الصورة، التي تحمل بين طياتها مأساة شعب بأسره، تظل تذكيرًا حيًا بما يعيشه اليمنيون من صراع للبقاء في ظل واقع مظلم عقب الانقلاب الحوثي المشؤوم.