الدراما اليمنية وقيود اللهجة

نصيب محافظة إب من الممثلين في اليمن كبير وأداء اغلبهم ذكورا واناث مميز . مع هذا فهم في الترتيب الثاني وطنياً بعد حضرموت من حيث العدد.
لكن تشظي المشهد التلفزي في اليمن وظهور قنوات اقليمية خلق حدودا جغرافية-درامية وانكفاء لهجات.
هذا الانزواء والتخصص وتكريس العزلة يحرم الدراما اليمنية من كفاءات عديدة .
لكي تتشكل هوية درامية وطنية ينبغي ان تتعايش جنباً إلى جنب اللهجات المحلية مع مستوى مشترك من الخطاب يسمح بدمج ممثلين من مختلف المناطق اليمنية في أعمال مشتركة . بل ويسمح للدراما اليمنية ان تتجاوز حدود اليمن عبر اعمال بلهجة بيضاء قابلة للانتشار عربياً.
مهمة الدراما تكريس هوية وطنية والربط بين التنوع المحلي إلى جانب مهمتها الفنية والاجتماعية والإشعاع الثقافي.
هناك مبالغة من طرف بعض الممثلين في التعزنة او التهمنة او الصنعنة من خلال استخدام متحاذق للشاذ في اللهجة .
تبدو المسألة صراع سلطة ناعمة واستجابة غير عقلانية لحالة الاستقطاب التي تولّدت منذ ازيد من عقد .
صعدن الحوثيون الفضاء عبر خطاب ديني متلفز بلهجة اقصايية ومثله انجر بقية الفاعلين في المشهد الثقافي في اليمن.
أمام هذا التشظي والتقوقع تظهر الحاجة لاستراتيجية وطنية للدراما اليمنية تحشد لها طاقات وعقول مستنيرة وذات كفاءة.